ان نظامنا الشمسي بل مجرتنا التي يعتبر هذا النظام الشمسي جزءاً صغيراً منها أشبه ما يكون بالسراج النفطي المذكور الذي تتناهی طاقاته لان هذه المجرة تملك طاقات محدودة فلو كانت هذه المجرة قديمة في وجودها وانفجاراتها لزم أن يكون قد انتهى كل ما فيها من الطاقات ، وللزم أن لا نرى الان أي أثر للعمليات والتفاعلات الطبيعية والحال اننا نشاهد استمرار هذه العمليات والتفاعلات ، ونلاحظ ـ تبعاً لذلك ـ استمرار مظاهر الحياة التابعة لذلك ، وهذا يكشف بجلاء ـ عن وجود بداية لهذا الكون ، ويبطل القول بأزليته وقدمه.
ونعود لنقول توضيحاً للبرهان الحاضر : أن علماء الفيزياء قد قاموا باثبات أصل علمي وهو قانون الانتروبي الذي يعني حصول الشيخوخة التدريجية للكون.
غير اننا نستنتج من هذا الأصل العلمي أصلا فلسفياً وهو «حدوث مادة العالم» وذلك بأنه لو كانت المادة ، وانفجاراتها الملازمة لها قديمة وأزلية للزم أن ينفذ كل ما فيها من الطاقات لضرورة انتهاء كل طاقة محدودة اذا كانت فعالة في زمن غير متناه وغير محدود.
ولا بأس في بناء أصل «فلسفي» على أصل «علمي» ثابت بالتجربة كما هو محقق في موضعه.
على اننا لم ننفرد بمثل هذا الاستنتاج فقد سبقنا اليه بعض المحققين من العلماء والمفكرين وها نحن نذكر بعض نصوصهم.
١ ـ يقول الدكتور «ادوارد لوثر كيسيل» في الرد على من يقول بأزلية هذا الكون :
«... ولكن القانون الثاني من قوانين الديناميكا الحرارية يثبت خطأ هذا الرأي الاخير (أي القول بأزلية الكون) فالعلوم تثبت بكل وضوح أن هذا الكون لا يمكن أن يكون أزلياً فهناك انتقال حراري مستمر من الاجسام الحارة الى