الاجسام الباردة ، ولا يمكن أن يحدث العكس بقوة ذاتية بحيث تعود الحرارة فترتد من الأجسام الباردة الى الاجسام الحارة ، ومعنى ذلك أن الكون يتجه إلى درجة تساوى فيها جميع الاجسام وينضب فيها معين الطاقة ، ويومئذ لن تكون هنالك عمليات كيموية أو طبيعية ، ولن يكون هنالك أثر للحياة نفسها في هذا الكون ، ولما كانت الحياة لا تزال قائمة ، ولا تزال العمليات الكيموية والطبيعية تسير في طريقها ، فاننا تستطيع أن نستنتج أن هذا الكون لا يمكن أن يكون ازلياً ، والا لاستهلكت طاقته منذ زمن بعيد وتوقف كل نشاط في الوجود ، وهكذا توصلت العلوم دون قصد إلى أن لهذا الكون بداية ، وهي بذلك تثبت وجود الله لان ما له بداية لا يمكن أن يكون قد بدأ نفسه ولابد له من مبدئ ، أو من محرك أول أو من خالق هو الاله» (١).
٢ ـ يقول الدكتور «فرانك آلن» :
«... ولكن قوانين الديناميكا الحرارية تدل على أن مكونات هذا الكون تفقد حرارتها تدريجياً وأنها سائرة حتماً الى يوم تصير فيه جميع الاجسام تحت درجة من الحرارة البالغة الانخفاض في الصفر المطلق ، ويومئذ تنعدم الطاقة وتستحيل الحياة ، ولا مناص من حدوث هذه الحالة من انعدام الطاقات عندما تصل درجة حرارة الاجسام إلى الصفر المطلق بمضي الوقت.
أما الشمس المستعرة والنجوم المتوهجة والأرض الغنية بأنواع الحياة فكلها دليل واضح على أن أصل الكون وأساسه يرتبط بزمان بدأ من لحظة معينة فهو اذن حدث من الاحداث ومعنى ذلك أنه لابد لاصل الكون من خالق أزلي ليس له بداية» (٢).
٣ ـ يقول الدكتور «دونالد روبرت كار» :
__________________
(١ و ٢) : الله يتجلى في عصر العلم ص ٢٧ و ٦.