ان هذا الكون لا يمكن أن يكون أزلياً ، ولو كان كذلك لما بقيت فيه أي عناصر اشعاعية ، ويتفق هذا الرأي مع القانون الثاني للديناميكا الحرارية» (١).
سؤال وجواب :
القائل أن يقول : يمكن أن تكون المادة ذاتها قديمة وأزلية ، ولكن السبب الذي صانها من الموت الحراري الى الان هو عدم وقوع هذه الانفجارات فيها منذ الأزل ، بمعنى أن المادة كانت راكدة متساوية الأجزاء منذ الأزل ، ولمدة طويلة جداً ثم حدث فيها الانفجار ، ولهذا بقيت حية نشطة الى الان ، وفي هذه الصورة كيف يصح الاستنتاج المذكور؟!
ولكن الاجابة على هذا السؤال واضحة فان فرض كون المادة راكدة منذ الأزل خالية عن الانفجارات ، ثم فرض حصول الانفجار فيها في الزمن اللاحق ، يستلزم وجود عامل يضع نهاية لذلك البرود والركود ، وهذا العامل لا يخلو عن أن يكون عاملا كامناً في ذات المادة او خارجاً عنها.
أما الاول فيتوجه اليه سؤالان :
١ ـ أن العامل الموجود في ذات المادة والذي سبب الانفجار فيها فيما بعد قد كان مقروناً بها فلماذا لم يؤثر فيها ، ولماذا لم يسبب الانفجار في تلك الازمنة غير المتناهية الماضية.
٢ ـ أن هذه الفرضية تستلزم الدور الباطل لان أي نوع من أنواع التأثير ، وایجاد الانفجار يتحقق اثر زوال حالة التساوي الحراري في المادة ، ولا يتحقق الزوال الا بسبب الفجر في المادة حتى تصير المادة مثل المائع المخلف السطوح وهذا هو الدور الواضح فما الجواب؟
وبعبارة أخرى : ان زوال حالة الركود والسكون يتوقف على تحقق الانفجار
__________________
(١) الله يتجلى في عصر العلم ص ٨٥.