بينما تحقق الانفجار يتوقف على زوال حالة الركود وصيرورة المادة قابلة لتحقق الانفجار فيها.
هذان هما السؤالان اللذان يتوجهان الی من افترض كون العامل للانفجار داخلياً.
واما اذا افترضنا ذلك العامل عاملا خارجاً عن المادة فهو اعتراف بقوة عليا خارجة عن الطبيعة مسيطرة عليها ، مسيرة لشؤونها وهذا هو القول بوجوده سبحانه الذي خلق المادة ودبرها وصورها واوجد فيها ما فيها من الانفجارات وغيرها من الحالات.
* * *
برهان فلسفي آخر مبني على النظرية المذكورة :
وهاهنا برهان فلسفي آخر يدل على حدوث المادة وهو مبني ايضاً على هذا الأصل التجريبي ولكن ببيان آخر غير البيان الذي مضى وهو :
ان الاصل العلمي المذكور اثبت نفاد الطاقات الموجودة في الكون ، وانتهاءها إلى درجة تنطفئ معها شعلة الحياة ، وتنتهي بسسببه فعالياتها ، ونشاطاتها ، فاذن بدل نفاد الطاقات وانتهاؤها على أن وصف الوجود والتحقق للمادة ليس امراً ذاتياً لها ، اذ لو كان الوجود والتحقق امراً ذاتيا لها لزم أن لا يفارقها ازلا وأبداً ، فنفادها وزوال هذا الوصف عنها دليل على عدم كونه ذاتياً لها.
وبعبارة أخرى : ان سلوك المادة لسبیل الفناء والنفاد واتجاهها نحو الانطفاء وانتهاء الطاقات وصيرورتها شيئاً غير قابل للانتفاع خير دليل على ان الوجود امر عرضي للمادة والطاقة غير نابع من صميم ذاتها اذ لو كان نابعاً من صميم ذاتها لما كان لها نفاد ، فلما ثبت نفاذها ثبت كونه غير ذاتي لها وغير نابع من نفسها فيلزم