هو ما ذكرناه.
٢ ـ أن هذا السؤال ليس موجهاً الى الالهيين خاصة بل هو متوجه الى الماديين أيضاً فهم مطالبون بالاجابة عليه ذلك لانهم مع اعترافهم بقانون العلية والسببية دونما تخصيص أو استثناء ، يقولون بازلية المادة الأولى ، فحينئذ ينطرح عليهم السؤال :
اذا كانت الظواهر المادية ناشئة بسبب عللها المادية فكيف وجدت المادة الاولى للكون وصارت مستعدة لقبول التنوعات المختلفة؟
فان قالوا بعدم حاجة «المادة الأولى» الى موجد وانها بقدمها ، وأزليتها مستغنية عن العلة ، اجابهم الالهيون القائلون بازلية الخالق سبحانه بمثل هذا الجواب.
والحاصل هو : أن الإلهي والمادي تجاه هذا السؤال سواء ، لأن كليهما يقولان بمبدأ ازلي مستغن عن العلة ، فالالهى يقول بأزلية الله سبحانه وقدمه وغناه ، والمادي أيضاً يقول بازلية المادة الأولى وقدمها ، فلماذا يوجه هذا السؤال الى الالهي دون المادي مع أن مبرر السؤال واحد في الجانبين ، والجواب واحد أيضاً.
غير أن جواب المادي في جانب المادة والقول بازلیتها غير صحيح لما مر في برهان حدوث المادة الأولى.
٣ ـ ان للفيلسوف الانجليزي «راسل» كلاماً ينم عن سذاجة كبيرة ، فهو يزعم في احدى كلماته بانه تحول إلى المادية والكفر بالله الخالق ـ بعد ان كان مؤمناً به في شبابه ـ لانه وجد أن الاعتقاد بالخالق الازلي يستلزم الاعتقاد بوجود «موجود بلا علة» وهو تخصيص في القاعدة العقلية (اي قاعدة العلية).
قد غاب عن «راسل» ان هذا الاشكال بعينه يتوجه الى الماديين الذين