المربع هو ما كان له أربعة أضلاع متساوية ، وأيده الدليل العقلي كان ذلك صادقاً وجارياً في كل زمان ومكان ، ولا يمكن تخصيصه بحال من الاحوال.
وعلى هذا الأساس لابد من القول بأن الخالق هذا الكون «خالقاً آخر» والا لزم التخصيص في القاعدة العقلية (أي قانون العملية العام).
وبعبارة أخرى : لو أن العقل أثبت بأن العالم ـ بمادته وصورته ـ يحتاج الى علة توجده ، فان هذا العقل نفسه يحكم بأن يكون لهذا الموجد موجداً والا لزم التخصيص في القاعدة العقلية فما هو الجواب؟
ان الجواب على هذا السؤال واضح جداً بعد ابطال التسلسل ، فان الالهي اختار «أزلية الخالق» وذهب الى العلة العليا معتقداً بأنه لا علة فوقه لاجل امتناع الشق الآخر وهو عدم تناهي العلل ، فانه لو لم يكن هناك ما نسميه بالعلة العليا الزم التسلسل الذي ابطلناه.
وبعبارة أخرى لو أننا طلبنا لموجد هذا الكون موجداً آخر ، فاما ان تقف «سلسلة العلل والمعالیل» عند نقطة معينة ، ونصل الى علة غنية بالذات فذلك هو ما يبتغيه الالهي وهو الموجد الحقيقي الأزلي ، وما توسط بينه وبين المعالیل علل واسباب خاضعة لارادته.
وأما أن تستمر وتمضي سلسلة العلل والمعاليل ولا تتوقف عند مثل هذه النقطة ، فهذا هو «التسلسل» الذي ابطلته الأدلة ، وفندته البراهين.
غير أننا نضيف الى هذا الجواب عدة نقاط اخرى من شأنها أن تلقي مزيداً من الضوء على هذا المطلب وهي :
١ ـ ان هذا السؤال ليس جديداً بل هو سؤال قدیم لا منشأ له سوی تفكر الانسان في نفسه ، وتحریه عمن أبدعها وأوجدها.
وقد أجاب عنه الفلاسفة الالهيون وعلماء الكلام باجابات عديدة أهمها