اولا : لا شك ان الحاكم في بلد ما يكتسب القدرة من حاكم فوقه في الرتبة وهكذا الى ان ينتهي الى حاكم أعلى وهو يكتسب قدرته من الشعب ولكن الشعب لم يكتسب تلك القدرة من غيره ، بل هي ذاتية له ، فتكون النتيجة ان قدرة الحاكم الأعلى ومن لحقه بالمرض ، وقدرة الشعب بالذات.
ثانياً : أن الشموع والمصابيح الكهربية المضيئة في بيوتنا تستمد الطاقة والضياء من الأجهزة المولدة للكهرباء المليئة بالمواد القادرة على ايجاد النور والطاقة الكهربية وهذه المواد تمتلك الطاقة بنفسها.
ثالثاً : الغرف مضاءة بالنور ، والنور مضيء بنفسه لان النور يعني الاضاءة وحلاوة الأغذية الحلوة بسبب ما يلقى فيها من السكر ، ولكن السكر حلو بنفسه وبذاته ، لان السكرية تعني الحلاوة ، كما ان الاطعمة المالحة انما هي كذلك لما يلقى فيها من الملح ، ولكن الملح مالح بنفسه.
كل هذه الأمثلة تفيد أن كل ما لا يملك هو بنفسه شيئاً فانه يكتسبه من شيء آخر لابد ان يمتلك ما يعطيه بنفسه وذاته ، ويكون ذلك الشيء (المعطى للغير) نابعة من طبيعته وذاته غير مأخوذ من غيره.
وهذا جار في المقام فان كل ما نلاحظه في الكون لا يمتلك الوجود من نفسه وذاته فلابد ان يعتمد على غيره ولا بد ان ينتهی مسلسل هذه الموجودات المعطية والاخذة الي موجود بالذات ظاهر بنفسه موجود بذاته ، يمتلك الوجود والظهور بذاته.
النصوص الاسلامية وحدوث الكون
وقد اشارت الايات القرآنية والأحاديث الشريفة إلى حدوث الكون ، مادة وصورة ، وصرحت بانه وجد من عدم ، بقدرة الله سبحانه ، فهو (ای الكون)