اسئلة حول الله الخالق
لقد تبين من خلال البحوث المتقدمة بنحو لا يدع لاحد شكا في ان للكون باسره خالقاً قادراً عالماً أوجد المادة من العدم ، واخضعها لسلسلة من القوانين والنواميس ، وجعل لكل شيء في الكون حدا ووزناً ومقداراً.
فبرهان الفطرة ، وبرهان النظام ، وبرهان الضبط والتوازن ، وبرهان حساب الاحتمالات ، وبرهان حدوث المادة واحتياجها إلى محدث ، وكذا برهان الصديقين ، وغيرها من البراهين من شأنها أن تقود كل منصف طالب للحقيقة متجرد من آرائه السابقة إلى الاعتراف بوجود الخالق سبحانه ، والايمان به وبسلطانه على الكون.
غير أن هناك اسئلة تحوم حول هذه القضية تتطلب منا الاجابة عليها تكميلا لهذه الأبحاث ، وتتميماً للفائدة.
على أن هذه الأسئلة ، وان لم تكن جديدة لانها كانت تطرح في اكثر العصور ويجيب عليها الالهيون في كل عصر ، بما يناسبه من الأجوبة الا انها لترددها ـ أحياناً ـ على بعض الالسن في عصرنا الحاضر ينبغي التعرض لها والاجابة عليها بشيء من التفصيل وبما يتفق وهذا العصر أيضاً لابطال الادعاء القائل بان هذه التساؤلات تدل على نفي ما وراء المادة ، وعدم وجود الخالق ، فلا داعي للاستغراب من طرحها في هذه البحوث ، والاجابة عليها في هذه الدراسة.
والان الى تلك الاسئلة واجوبتها واحدة بعد الأخرى.