وافغانستان الجريحة والمحتلة من قبل القوات الروسية الغازية أحدث شاهد وأقوى برهان على مثل هذا الأمر.
* * *
٩ ـ القوى المتنوعة تكمل بعضها بعضاً
ان الأصل الماركسي في التناقض يقوم على أساس (أو بالأحرى على تصور) ان القوى المختلفة المتنوعة ينفي بعضها بعضاً ، فيتبدل الشيء عبر هذا التخاصم الى نوع جديد ، مع ان الواقع في عالم الخارج يكشف لنا عن ان القوى المتضادة تكمل بعضها بعضاً ، وتعدل بعضها الآخر ، لا ان البعض يفني الاخر ويقضي عليه بالمرة ، ويحل محله كاملا.
ونمثل لهذه الحقيقة بالانسان الذي نعرفه أكثر من غيره من الكائنات.
فالانسان ينطوي ـ كما نعرف ـ على سلسلة من الغرائز السفلي ، وسلسلة اخرى من الغرائز العليا.
والغرائز السفلي كالشهوة ، وحب الذات وحب المال ، والغضب ، وما شاكل ذلك تجره الى الانسياق نحو الميول الجنسية ، وتحصيل الجاه والمقام من أي طريق اتفق.
وهذا النوع من الغرائز يشكل قسماً من جانبه الروحي ، ولاشك في انها مفيدة بل وضرورية لحياته وبقائه ، اذ لولاها لانقرض النوع الانساني ، واستحال استمرار الحياة البشرية.
غير ان الكيان البشري ينطوي كما قلنا على غرائز عالية في قبال تلك الغرائز ، كالميل الى الحق والرغبة في العدل ، وحب الآخرين ، وتعشق الكمال والجمال وغير ذلك وهي غرائز عجنت بحقيقة الانسان وطبيعته وجوهره عجنا لا ينفك عنه.