وهل هي بوجودها الخارجي معاليل لإنشاء الطلب كي تكون بوجودها العلمي دواع وعلل له؟ كلّا.
نعم ، غرض الامتحان يكون داعيا إلى التعمية وتلبيس الأمر على غيره ليظنّ أنّ المنشئ طالب وهو ليس بطالب حتّى يحصل بذلك غرض الامتحان. وهذا بخلاف بقيّة المعاني.
وعليه فالوجه في استفادة تلك المعاني منها ، أمّا فيما عدا التمنّي والترجّي فلذكر الصيغة جزاء لشرط مصرّح أو مقدّر ، فمن الأوّل قوله تعالى : (فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ)(١) ، ومن الثاني قوله تعالى : (فَاعْمَلْ إِنَّنا عامِلُونَ)(٢) و (وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ)(٣) و (وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)(٤) و (قُلْ كُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِيداً)(٥).
والغرض من التعليق ، التنبيه على فساد المقدّم بفساد التالي.
وأمّا في التمنّي والترجّي فلتوجّه الطلب فيها إلى المحال ، أو إلى أمر غير مرجوّ الحصول ، ومن هذا الباب دلالة الجملة الخبريّة على الطلب ؛ فإنّ الجملة الخبريّة لم تستعمل إلّا في معناها ، إلّا أنّ المخبر به وقوع الجملة على تقدير خاصّ لا على جميع المقادير ، أو وقوعه من أشخاص مخصوصين ، ومن ذلك يستفاد الطلب التزاما. فمعنى «يعيد» و «يغتسل» في جواب من سأل عن صحّة صلاته وغسله ، هو أنّه إن أراد العمل بقانون الشرع يعيد ويغتسل ، أو أنّ العامل بقانون الشرع يعيد ويغتسل ، ومن ذلك يعلم أنّ قانون الشرع هو وجوب الإعادة. ومن هذا القبيل دلالة «المؤمنون عند شروطهم» (٦) على وجوب الوفاء بالشرط.
__________________
(١) البقرة (٢) : ٩٤ والجمعة (٦٢) : ٦.
(٢) فصّلت (٤١) : ٥.
(٣) هود (١١) : ١٢٢.
(٤) المؤمنون (٢٣) : ٥١.
(٥) الإسراء (١٧) : ٥٠.
(٦) التهذيب ٧ : ٣٧١ / ١٥٠٣ ؛ الاستبصار ٣ : ٢٣٢ / ٨٣٥ ؛ عوالي اللئالي ٣ : ٢١٧ / ٧٧ ؛ وسائل الشيعة ٢١ : ٢٧٦ أبواب المهور ، ب ٢٠ ، ح ٤.