ويحيى بن يعمر (ت ١٢٩ ه / ٧٤٦ م) زمن عبد الملك بن مروان ، وقد ابتكر المسلمون هذا المنهج في ترتيب الحروف ليكون خاصا بهم ، واستبدلوا به النظام الأبجدي القديم الخاص بأهل الكتابين ، وبوضعه تم استقرار وتطوير حروف العربية ، وأدخل عليها في الوقت نفسه النقط والإعجام أيضا ، واعتمد في رسمها أنواع الخطوط الأخرى سوى الكوفي الذي كانت تكتب به ، وتنتظم الحروف في هذا المنهج على النحو التالي :
أ ـ ب ـ ت ـ ث ـ ج ـ ح ـ خ ـ د ـ ذ ـ ر ـ ز ـ س ـ ش ـ ص ـ ض ـ ط ـ ظ ـ ع ـ غ ـ ف ـ ق ـ ك ـ ل ـ م ـ ن ـ ه ـ و ـ لا ـ ي.
أما المغاربة فيخالفون هذا الترتيب ، ويعتمدون الترتيب التالي :
أ ـ ب ـ ت ـ ث ـ ج ـ ح ـ خ ـ د ـ ذ ـ ر ـ ز ـ ط ـ ظ ـ ك ـ ل ـ م ـ ن ـ ص ـ ض ـ ع ـ غ ـ ف ـ ق ـ س ـ ش ـ ه ـ و ـ ي.
وممن ألّف معجمه على هذا المنهج : أبو عمر الشيباني (ت ٢٠٦ ه / ٨٢١ م) في كتابه «الجيم» لكنه رتبه بحسب الحرف الأول فقط دون مراعاة للحرف الثاني فالثالث.
ومنهم من اتبع نظام التقفية ، وهو اعتماد أواخر الكلمات أساسا في ترتيب الكتاب عوضا عن أوائلها ، وأول من صنّف على هذا المنهج الجوهري (ت ٣٩٨ ه / ١٠٠٧ م) في «الصحاح» واحتذى حذوه أكثر واضعي المعاجم كالفيروز آبادي (ت ٨١٧ ه / ١٤١٤ م) في «القاموس المحيط» وابن منظور (ت ٧١١ ه / ١٣١١ م) في «لسان العرب» والزبيدي (ت ١٢٠٥ ه / ١٧٩٠ م) في «تاج العروس».
وكان مؤلّفو المعاجم على منهج الترتيب الألفبائي يلجأون إلى الاشتقاق ، وذلك برد الكلمات لأصلها الاشتقاقي ، وحذف الحروف الزوائد منها ، وإبقاء الأصلية ؛ فيجمعون بذلك تصاريف واشتقاقات الكلمة الواحدة في مكان واحد.
ما هو نظام الترتيب الذي اتّبعه السجستاني؟ :
اتّبع السجستاني في كتابه منهج الترتيب الألفبائي ، لكنه لم يلجأ للاشتقاق ، وإنما رتّب كلمات القرآن كما هي بزوائدها ، فهو مثلا يورد كلمة (أقاموا) [البقرة : ٢٧٧] على ظاهر لفظها في الألف المفتوحة ، ولا يضعها في «قوم» ضمن حرف القاف كما يفعل أصحاب المعاجم.