مناهج ترتيب الحروف في العربية :
لترتيب الحروف في العربية ثلاثة مناهج : منهج الترتيب الأبجدي ، ومنهج الترتيب العيني ، ومنهج الترتيب الألفبائي.
أما منهج الترتيب الأبجدي : فهو منقول من الأبجديات القديمة التي كانت مستعملة قبل ظهور الإسلام عند أهل الكتابين اليهود والنصارى ، وقد ظل مستعملا في صدر الإسلام طوال قرن تقريبا إلى أن حلّ محلّه الترتيبان العيني والألفبائي ، ومع ذلك فإن المسلمين ظلوا يستعملون الترتيب الأبجدي في العدد والحساب والتاريخ ، ولكنهم لم يستعملوه في التصنيف المعجمي ، وكان عدد حروف هذا الترتيب (٢٢) حرفا فقط ، مجموعة في هذه الكلمات : «أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت» وقد ضمّ إليها المسلمون (٦) حروف تمتاز بوجودها في العربية خاصة دون سائر اللغات ، وهي مجموعة في هاتان الكلمتان : «ثخذ ضظغ» ، وسمّوها بالروادف.
وأما منهج الترتيب العيني : فواضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت ١٧٥ ه / ٧٩١ م) وقد رتّب فيه الحروف العربية بحسب مخارجها من أقصى الحلق إلى الشفتين ، وصنف على ذلك كتابه «العين» فكان ترتيبها عنده هكذا :
ع ـ ح ـ ه ـ خ ـ غ ـ ق ـ ك ـ ج ـ ش ـ ض ـ ص ـ س ـ ز ـ ط ـ د ـ ت ـ ظ ـ ذ ـ ث ـ ر ـ ل ـ ن ـ ف ـ ب ـ م ـ ي ـ و ـ أ.
ثم عدّل سيبويه (ت ١٨٠ ه / ٧٩٦ م) هذا النظام فأصبح هكذا :
ء ـ ه ـ ع ـ ح ـ خ ـ غ ـ ق ـ ك ـ ض ـ ج ـ ش ـ ل ـ ر ـ ن ـ ط ـ د ـ ت ـ ص ـ ز ـ س ـ ظ ـ ذ ـ ث ـ ف ـ ب ـ م ـ ي ـ ا ـ و.
وتبع الخليل في التصنيف على هذا المنهج الأزهريّ (ت ٣٧٠ ه / ٩٨٠ م) في «تهذيب اللغة» ، وابن سيده (ت ٤٥٨ ه / ١٠٦٥ م) في «المحكم» ، والصاحب بن عباد (ت ٣٨٥ ه / ٩٩٥ م) في «المحيط» ، والقالي (ت ٣٥٦ ه / ٩٦٦ م) في «البارع» ... ثم توقف التصنيف به لصعوبته ، وحل محله الترتيب الألفبائي.
وأما منهج الترتيب الألفبائي : فواضعه نصر بن عاصم الليثي (ت ٨٩ ه / ٧٠٧ م)