ذلك ، ومنه قوله عزوجل : (خذوا زينتكم عند كلّ مسجد) [٧ ـ الأعراف : ٣١] : أي لباسكم عند كلّ صلاة ؛ وذلك أن أهل الجاهلية كانوا يطوفون بالبيت عراة : الرجال بالنهار ، والنساء بالليل ، إلا الحمس (١) : وهم قريش ومن دان بدينهم ، فإنهم كانوا يطوفون في ثيابهم ، وكانت المرأة تتّخذ نسائج من سيور (٢) فتعلقها على حقويها (٣) ، وفي ذلك تقول العامرية (٤) :
اليوم يبدو بعضه أو كلّه |
|
وما بدا منه فلا أحلّه (٥) |
(٦) [وقوله تعالى : (موعدكم يوم الزينة) [٢٠ ـ طه : ٥٩] : يعني يوم العيد.
(زيّ) (٧) [١٩ ـ مريم : ٧٤] لباس] (٦).
__________________
(١) قال في القاموس : ٦٩٥ (حمس) : الحمس وهو لقب قريش وكنانة وحديلة ومن تابعهم في الجاهلية ، لتحمّسهم في دينهم ، أو لالتجائهم بالحمساء ، وهي الكعبة ؛ لأن حجرها أبيض إلى السواد.
(٢) سيور جمع سير : وهو ما يقدّ من الجلد.
(٣) الحقو : الخصر ، وانظر في هذا تفسير مجاهد ١ / ٢٣٣ و ٢٣٥ ، ومعاني الفراء ١ / ٣٧٧.
(٤) هي ضباعة بنت عامر بن قرط ، والبيت والرواية في صحيح مسلم ٤ / ٢٣٢٠ ، كتاب التفسير (٥٤) ، باب في قوله تعالى : (خذوا زينتكم) (٢) ، الحديث ٢٥ / ٣٠٢٨.
(٥) جاء في هامش (أ) : وقال أبو عمر : يقال : إن آدم عليهالسلام طاف عريانا لأنه مشبه بيوم القيامة ، فجاء محمد صلىاللهعليهوسلم فنسخ ذلك.
(٦ ـ ٦) ما بين الحاصرتين سقط من المطبوعة.
(٧) قراءة شاذّة ل (رئيا) ، قرأ بها سعيد بن جبير (ابن خالويه ، مختصر في شواذّ القرآن : ٨٦) وراجع ص ٢٥٢.