(ساهرة) [٧٩ ـ النازعات : ١٤] : يعني وجه الأرض ؛ وسمّيت ساهرة لأنّ فيها سهرهم ونومهم (١) ، وأصلها مسهورة ومسهور فيها ، فصرف من «مفعولة» إلى «فاعلة» ، كما قيل : عيشة راضية ، أي مرضيّة ، ويقال : (الساهرة) : أرض القيامة.
(سفرة) [٨٠ ـ عبس : ١٥] : يعني الملائكة الذين يسفرون بين الله وبين أنبيائه ، واحدهم سافر ، يقال : سفرت بين القوم ، إذا مشيت بينهم بالصّلح ، فجعلت الملائكة إذا نزلت بوحي الله عزوجل وتأديبه كالسفير الذي يصلح بين القوم (٢). وقال أبو عبيدة : سفرة كتبة ، واحدهم سافر (٣).
(والسماء ذات الرّجع) [٨٦ ـ الطارق : ١١] : أي تبتدئ بالمطر ثمّ ترجع به في كل عام (٤) ، (٥) [وقال أبو عبيدة (٦) : (الرّجع) : الماء ، وأنشد للمتنخّل (٧) يصف السّيف :
__________________
(١) وهو قول الفراء في المعاني ٣ / ٢٣٢ واستشهد له أبو عبيدة بقول أمية بن الصلت :
وفيها لحم ساهرة وبحر |
|
وما فاهوا به لهم مقيم |
[ديوانه ص ٦٨ دار الحياة ببيروت] وانظر المجاز ٢ / ٢٨٥ ، وقال مجاهد : الأرض المستوية ، وقال وهب بن منبه : بيت المقدس (تفسير مجاهد ٢ / ٧٢٦) وروى الضحاك عن ابن عباس قال : أرض من فضة لم يعص الله جلّ ثناؤه عليها قط. خلقها حينئذ. وقيل : الساهرة اسم الأرض السابعة يأتي بها الله تعالى فيحاسب عليها الخلائق ، وذلك حين (تبدل الأرض غير الأرض) [إبراهيم : ٤٨] (القرطبي ، الجامع ١٩ / ١٩٩).
(٢) وهو قول الفراء في المعاني ٣ / ٢٣٦.
(٣) مجاز القرآن ٢ / ٢٨٦.
(٤) هذا قول الفراء في المعاني ٣ / ٢٥٥ ، وبه قال اليزيدي في غريبه : ٤٢٣ ، وابن قتيبة في غريبه : ٥٢٣.
(٥ ـ ٥) ما بين الحاصرتين سقط من (ب).
(٦) المجاز ٢ / ٢٩٤.
(٧) هو مالك بن عويمر الهذلي ، شاعر من نوابغ هذيل. قال الآمدي : شاعر محسن. وقال الأصمعي : هو صاحب أجود قصيدة طائية قالتها العرب (البكري ، سمط اللآلي ٧٢٤) والبيت في ديوانه : ١٢.