شقّ وجهه ، ففي الحديث : «أنّه لا عين له ولا حاجب» (١) نقله الراغب. وقيل : لأنه كان يلبس المسوح ، والمسوح جمع مسح وهو ما اتّخذ من الشّعر ، ويجمع ـ أيضا ـ على أمساح نحو : حمل وأحمال وحمول.
وكثر إطلاق المسح في لسان المشترعة على إمرار اليد بالماء غسلا كان أو مسحا ، ومنه : «تمسّح للصلاة» (٢). وعليه قوله : (وَأَرْجُلَكُمْ)(٣) قال أبو زيد الأنصاريّ : المسح في كلام العرب يكون غسلا ويكون مسحا ، قلت : وعلى هذا يكون من استعمال المشترك في معنييه ، فإنه بالنسبة إلى الرؤوس مسح وإلى الأرجل غسل.
وكنّي بالمسح عن الجماع كما كنّي عنه بالمسّ واللمس.
ودرهم مسيح ، أي أطلس لا نقش عليه. ومكان أمسح ، أي أملس لا نبات به. وفي صفته عليه الصلاة والسّلام : «كان مسيح القدمين» (٤) أي أنهما ملساوان لا وسخ عليهما ولا شقوق فيهما ولا تكسّر ، إذا أصابهما الماء نبا عنهما ، وقيل : بل غارمان من اللحم يعني : قليل لحمهما ، وهو صفة حسن في القديم. وفي الحديث : «على وجهه مسحة ملك» (٥) والعرب تقول : على وجه فلان مسحة جمال ، قال الشاعر (٦) : [من الطويل]
على وجه ميّ مسحة من ملاحة |
|
ومن تحت ذاك الخزي لو كان باديا |
والتمساح : حيوان في البحر وليس لنا مثال تفعال إلا هو وتمثال والباقي (٧).
م س خ :
قوله تعالى : (وَلَوْ نَشاءُ لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ)(٨) المسخ : تشويه الخلق والخلق
__________________
(١) المفردات : ٤٦٨.
(٢) النهاية : ٤ / ٣٢٧ ، وفيه : «تمسح وصلّى».
(٣) ٦ / المائدة : ٥.
(٤) النهاية : ٤ / ٣٢٧.
(٥) النهاية : ٤ / ٣٢٨. وفي اللسان «ملك» ، وهو وهم.
(٦) البيت لذي الرمة كما في اللسان ـ مادة مسح ، وهو غير مذكور في الديوان.
(٧) كذا في الأصل.
(٨) ٦٧ / يس : ٣٦.