الركيّة (١) وموّهت : كثر ماؤها ، وماهت تميه وتماه ، وبئر ميّهة وماهة وميهة. وأمّاه الرجل وأمهى : بلغ الماء ، ورجل ماه القلب وما هي القلب : كثير ماء القلب (٢). وقد اختلف الناس في الماء هل كلّه من السماء ، أو كلّه من الأرض ، أو بعضه من هذه وبعضه من هذه؟ خلاف لا طائل تحته ، وقد جاء لكلّ قول ظاهر من القرآن.
قوله : (وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍ)(٣) هو الماء المعهود ، وكذا كلّ دابة من ماء. وقيل : هو المنيّ. قوله : (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً) من محاسن الكلام ، وتسمية المنيّ ماء مجاز ، ولذلك سمي نطفة وهي العاقبة ، والسّلالة وهي المنسلّة من الطين.
م ا :
في كلامهم ترد للنّفي ، وهي فيه على قسمين : عاملة عمل ليس وهي لغة الحجاز ، وعليها جاء التنزيل كقوله : (ما هذا بَشَراً)(٤)(ما هُنَّ أُمَّهاتِهِمْ)(٥). وغير عاملة وهي لغة تميم ، ولها أحكام وشروط أتقنّاها في كتبنا النحوية (٦) ، وتكون شرطية جازمة فعلين كإن ، كقوله : (وَما تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللهُ)(٧). وتكون استفهاما كقوله تعالى : (ما هذِهِ التَّماثِيلُ)(٨). ويستفهم بها عن الذوات وأجناسها وأنواعها وعن جنس صفات الشيء ونوعه ، وتكون موصولة اسمية بمعنى الذي وفروعه كقوله : (قُلْ ما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ مِنَ اللهْوِ)(٩) ، وموصولة حرفية ينسبك منها ومما بعدها مصدر ، كقوله تعالى : (بِما عَصَوْا
__________________
(١) الركية : البئر.
(٢) ويصفه ابن منظور بأنه جبان ، كأن قلبه في ماء.
(٣) ٣٠ / الأنبياء : ٢١.
(٤) ٣١ / يوسف : ١٢.
(٥) ٢ / المجادلة : ٥٦.
(٦) ولهم في «ما» تقسيم آخر : اسمية وحرفية. فالاسمية خمسة هي : بمعنى الذي ـ نكرة ـ الاستفهام ـ الشرط ـ التعجب. والحرفية خمسة أيضا هي : موصول حرفي ـ النفي ـ الكافة ـ زائدة (ويدعونها المسلّطة) ـ زائدة لتوكيد اللفظ.
(٧) ١٩٧ / البقرة : ٢.
(٨) ٥٢ / الأنبياء : ٢١.
(٩) ١١ / الجمعة : ٦٢.