وشجر لأنه دخل في نيل مصر حيث ألقته أمّه إلى قصر فرعون من جداول تسرع إلى النيل ، وكان فيه شجر. ومن ثمّ سمي بذلك فعرّبته العرب إلى موسى.
والموسى عند العرب هذه الآلة المعروفة التي يستحدّ بها ويحلق. واختلف الصرفيون في اشتقاقها ؛ فقيل : من أوسيت رأسه : حلقته ، فوزنه [مفعل](١). وقيل : من ماسه أي حسّنه ، فوزنه فعلى ، وليس هذا من موسى العلم في شيء فإن ذاك أعجمي وهذا عربي (٢).
م و ل :
قوله تعالى : (الْمالُ وَالْبَنُونَ)(٣) المال : ما ملك من متاع الدّنيا وصحّ الانتفاع به ، وغلب في النقود والعروض المعدّة للتجارة. قوله : (وَما أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ)(٤) ؛ نفي لما كانوا يعتدّون به ؛ فإنّ الرجل يدفع عن نفسه بماله ويقيه بولده. وقال الأعصمي ، وتبعه الراغب (٥) : سمي المال مالا لأنه يميل من هذا إلى ذاك. قال الراغب : ولذلك سمّي عرضا ، وعلى هذا دلّ قول من قال : المال قحبة يوما تكون في بيت عطار ، ويوما في دار بيطار. وخطّأ الناس قائل ذلك فإنّ المال من الواو بدليل مويل وأموال ، وتموّل فلان. وبأنّ الميل من الياء وليس خطأ ، فإنّ هذا من الاشتقاق الأكبر ، وقد فعلوا مثله كثيرا ـ كما تقدّم ـ في لفظ الصلاة وغيرها.
م و ه :
قوله تعالى : (وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً)(٦) هو المطر ، وأصله موه ، فقلبوا الهاء همزة كما قلب الهمزة هاء في هرجت وهرقت وهزّت ، ويدلّ على ذلك قولهم في التصغير مويه ، وفي التكثير مياه وأمواه ، والتصغير والتكثير يردّان الأشياء إلى أصولها. وقالوا أيضا : ماهت
__________________
(١) لم يذكر المؤلف الوزن.
(٢) لعله يريد أن وزنه فعلى جعل ميمه أصلية ، من الموس.
(٣) ٤٦ / الكهف : ١٨.
(٤) ٣٧ / سبأ : ٣٤.
(٥) المفردات : ٤٧٨.
(٦) ٢٢ / البقرة : ٢ ، وغيرها.