الحديث : «نحن السابقون الآخرون ميد أنّا أوتينا الكتاب من بعدهم» (١). ميد وبيد (٢) بمعنى سوى أو غير ... (٣) ، وقيل : معناه على أنّا.
م ي ر :
قوله تعالى : (وَنَمِيرُ أَهْلَنا)(٤) أي نحمل لهم الميرة ، وهي الطعام والأزواد ، وكلّ مقتات فهو ميرة ؛ يقال : مرت القوم أميرهم ميرا فأنا مائر ، والجالبون للميرة ميّارة ، والميرة والخيرة متقاربان.
م ي ز :
قوله تعالى : (لِيَمِيزَ اللهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ)(٥) أي ليبين ويخلص هذا من هذا. والميز والتّمييز : الفصل بين المشتبهات ، يقال : مازه يميزه ميزا ، وميّزه يميّزه تمييزا ، وقد قرىء بهما. وقول النحاة : «تمييز» أي بيان لما أبهم في ذات نحو عشرين درهما ، أو نسبة نحو طاب زيد نفسا.
قوله : (وَامْتازُوا الْيَوْمَ)(٦) أي انعزلوا ولا تخلطوا بالمؤمنين حتى تعرفوا. يقال : مزته فامتاز وانماز وتميّز ، / أي انفصل وانقطع وانسلخ عمّا كان متّصلا به.
قوله : (تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ)(٧) أي تنفصل وتنقطع من غيظها ، إمّا بأن خلق الله فيها قوة ذلك أو تكون من مجاز التخييل ، وفي حديث جبريل : «استماز رجل من رجل به بلاء فابتلي به» (٨) أي تباعد منه وانفصل. ويقال : لا مستماز لك ، أي لا ملجأ ولا فاصل. ويطلق التمييز على القوّة التي في الدماغ ، وبها تستنبط المعاني ، ومنه : لا تمييز لفلان.
__________________
(١) النهاية : ٤ / ٣٧٩.
(٢) لغتان.
(٣) في الأصل : غير سوى ، فأسقطنا الثانية.
(٤) ٦٥ / يوسف : ١٢.
(٥) ٣٧ / الأنفال : ٨.
(٦) ٥٩ / يس : ٣٦.
(٧) ٨ / الملك : ٦٧.
(٨) النهاية : ٤ / ٣٨٠ ، والحديث للنخعي.