كانت معنوية بمنزلة الطريق الحسّية. ومن ذلك نجد للمكان المرفوع ، لأنه مرتفع عن التهائم (١). قال الشاعر : [من الطويل]
فإن تدعي نجدا أدعه ومن به |
|
وإن تسألي نجدا فيا حبّذا نجد |
وقال مجاهد : النجدان هنا : الثّديان ، أي ألهمناه أن يلتقمهما فيرضع منهما. وقيل : بينّا له طريق الحقّ والباطل في الاعتقاد ، والصدق والكذب في المقال ، والجميل والقبيح في الفعال.
والنجاد : حميلة السيف ، وبها كني عن طول القامة. قولهم فلان رفيع العماد ، طويل النّجاد ، كثير الرماد. قال الشاعر (٢) : [من الكامل]
قصرت حمائله عليه فقلصت |
|
ولقد تحفّظ قينها فأطالها |
وفي حديث الشورى : «وكانت امرأة نجودا» (٣) أي ذات رأي. وفي حديث : «إلّا من أعطى في نجدتها ورسلها» (٤). قال أبو عبيد : نجدتها : كثرة شحومها حتى تمتنع به أن ينحرها ضنّا بها ، فكان ذلك بمنزلة السلاح لها.
والنجدة : الإعانة. واستنجدته : طلبت نجدته فأنجدني ، أي أعانني بنجدته. واستنجد فلان أي ، قوي. وقيل للمكروب : منجد (٥) ، كأنه نالته نجدة ، أي شدّة. ونجده الدهر حنكه لكثرة نجادته. وقيل : معناه قوّاه وشدّده ، وذلك لما رأى فيه من التجربة. ومنه : هو ابن نجدة كذا.
والنّجاد : ما يرفع به البيت. والنّجّاد : متّخذه. والنجاد أيضا : ما يرفع به السّيف من ستر ونحوه.
__________________
(١) التهامة : أسفل النجد.
(٢) كذا!
(٣) النهاية : ٥ / ١٩.
(٤) النهاية : ٥ / ١٨.
(٥) وفي اللسان منجود ، ولعله أصوب.