علما بالغلبة. وقال بعضهم : هو من قولهم : نجل ، أي علم. وأنشد لبلغاء بني قيس : [من الكامل]
* وانجل في ذاك الصنيع كما نجل*
أي اعمل واصنع. وفي الحديث : «أناجيلهم في صدورهم» (١) يعني كتبهم. وذلك إشارة إلى أن أمّة محمد صلىاللهعليهوسلم يحفظون القرآن عن ظهر قلب ، بخلاف غيرهم ، فإنه لا يحفظ كتابهم إلا نبيّ واحد نادر. ولذلك لما أنكر العزير قومه قال : دليلي أني أحفظ التوراة. وكان لا يحفظها إلا هو في قصة مشهورة (٢).
ن ج م :
قوله تعالى : (وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ)(٣) قيل : النجم : ما لا ساق له كاليقطين والقثّاء والبطيخ ، والشجر ماله ساق. قوله : (وَالنَّجْمِ إِذا هَوى)(٤) قيل : أراد به جنس كوكب فدلّ بالواحد على الجمع ، وقيل : أراد كوكبا بعينه وهو الثريا. وقد صار علما غالبا عليها كالعيّوق (٥) والدّبران (٦). ومنه قول العرب : [من مجزوء الرمل]
طلع النجم غذيّه |
|
وابتغى الراعي شكيّه |
قيل : وإنما نصّ الله تعالى على هويه دون طلوعه ، لأنّ الطلوع قد فهم من نفس مادة النجم. يقال : نجم قرن الشاة ، أي طلع. وقيل : أراد به القرآن ، وبهويه نزوله على سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، لأن القرآن نزل نجوما ، أي مفرّقا كقوله : (وَقُرْآناً فَرَقْناهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ)(٧). ومنه نجوم الكتابة لأنها مفرّقة في الإيتاء.
__________________
(١) النهاية : ٥ / ٢٣ ، وفيه : «.. صدورهم في أناجيلهم» ، وهو في صفة الصحابة.
(٢) مذكورة في كتب التفاسير ، وفي معجم أعلام القرآن.
(٣) ٦ / الرحمن : ٥٥.
(٤) ١ / النجم : ٥٣.
(٥) العيوق : نجم أحمر مضيء في طرف المجرّة الأيمن يتلو الثريا ولا يتقدمها.
(٦) الدّبران : منزل للقمر مشتمل على خمسة كواكب في برج الثور ، سمي بذلك لأنه يتبع الثريا.
(٧) ١٠٦ / الإسراء : ١٧.