قال بعضهم : النجاسة : القذارة ، وهي ضربان : ضرب يدرك بالحاسّة ، وضرب يدرك بالبصيرة. وعلى الأول وصف الله المشركين بالنجس.
وقيل : نجّسه : جعله نجسا ، وعلى الثاني تنجيس العرب ، وهو شيء كانوا يعلّقونه على الصبيّ من عوذة ، ليدفعوا بها نجاسة الشيطان. والناجس والنّجيس : داء لا دواء له. ويقال : نجس ينجس ، ونجّس ينجّس.
ن ج ل :
قوله تعالى : (التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ)(١) والإنجيل : أحد الكتب الأربعة. المنزل على عيسى ابن مريم. وأكثره مواعظ وأمثال ، وأحكامه قليلة جدا ، لأنّ عيسى جاء مقرّرا لأحكام التوراة إلا يسيرا. واختلف الناس فيه هل له اشتقاق أم لا؟ والظاهر لا اشتقاق له لأنه أعجميّ. ثمّ القائلون باشتقاقه اختلفوا ؛ فقال بعضهم : سمي لاستخراجه من عند الله تعالى على يد عيسى عليهالسلام. ومنه النجيل لخروجه من الأرض ، ومنه قيل للولد : نجل. وأنشد (٢) : [من المنسرح]
أنجب أيّام والديه به |
|
إذ نجلاه ، فنعم ما نجلا |
ومنه الحديث : «كان يطلب نجلها» (٣) أي ولدها. ومنه قولهم : قبّح الله ناجليه أي ، والديه. وقال آخرون : من النّجل ، وهو الماء الذي ينزّ من الأرض ، يعني أنه يشبه الماء الذي ينزّ ، من وجهين : كونه مستخرجا ، وكونه يحيي به النفوس كما يحيي بالماء. ومنه حديث عائشة رضي الله تعالى عنها «وكان واديها ـ يعني المدينة ـ نجلا يجري» (٤).
وقال آخرون : الإنجيل : كلّ كتاب مسطور وافر السطور ، قاله شمر. فعلى هذا يكون
__________________
(١) ٣ / آل عمران : ٣ ، وغيرها.
(٢) البيت للأعشى كما في الديوان : ٢٣٥ ، وقد نسب الإنجاب إلى الأيام. كما تقول : نام ليل فلان ، وتريد أنه الذي نام.
(٣) النهاية : ٥ / ٢٣ ، والحديث للزّهري عن كلبة صائدة يطلب لها الفحولة.
(٤) النهاية : ٥ / ٢٣ ، وفيه : «.. يجري نجلا» ، أي نزّا.