قال الراغب (١) : الإلحاد ضربان ؛ إلحاد إلى الشّرك بالله ، وإلحاد إلى الشرك بالأسباب ؛ فالأول ينافي الإيمان ويبطله ، والثاني يوهي عراه ولا يبطله. ثم قال في قوله تعالى : والإلحاد في أسمائه على وجهين : أحدهما أن يوصف بما لا يصحّ وصفه به ، والثاني أن تتناول أوصافه على ما لا يليق به.
قوله تعالى : (وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً)(٢) أي ملجأ وموضع نجاة. والتحد إليه : مال إليه. وألحد السهم الهدف : مال في أحد جانبيه.
واللّحادة : القطعة من الشيء ، ومنه الحديث : «حتى يلقى الله وما على وجهه لحادة» (٣) أي قطعة لحم.
ل ح ف :
قوله تعالى : (لا يَسْئَلُونَ النَّاسَ إِلْحافاً)(٤) أي إلحاحا. يقال : ألحف به يلحفه ، أي ألحّ عليه في سؤاله ، والمعنى : لا سؤال بإلحاف ، كقول امرىء القيس (٥) : [من الطويل]
على لاحب لا يهتدي بمناره |
|
إذا سافه العود النّباطيّ جرجرا |
وقيل : المعنى يسألون ولكنّ سؤالهم ليس بسؤال إلحاف ، ومنه استعير ألحف شاربه : إذا بالغ في قصّه. وأصل ذلك من اللّحاف وهو ما يتغطى به كأنه شمله بسؤاله حتى غطّاه به مبالغة في ذلك. وقال الزّجاج : معنى ألحف : شمل بالمسألة ، ومنه اشتقّ اللحاف. وكان لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فرس يقال له اللّحيف ؛ فعيل بمعنى فاعل ، كأنه يلحف الأرض ، أي يمسّها ويغطّيها بذنبه لطوله.
__________________
(١) المفردات : ٤٤٨.
(٢) ٢٧ / الكهف : ١٨ ،
(٣) النهاية : ٤ / ٢٣٦.
(٤) ٢٧٣ / البقرة : ٢.
(٥) الديوان : ٦٧.