ل ح ق :
قوله تعالى : (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ)(١) أي لم يجيبوا بعد إلى هذا الوقت ، فإنّ ما لنفي الماضي المتصل لزمن الحال ، يقال : لحقته ولحقت به : إذا أدركته بعد تقدّمه عليك لحاقا. وألحقته بكذا أي جعلته مدركا له ، وكذا ألحقته إيّاه.
قوله تعالى : (تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ)(٢) أي اجعلني من عدادهم وداخلا في زمرتهم. وقيل : ألحقه ولحقه واحد. قوله : «إنّ عذابك (٣) بالكافرين ملحق» بكسر الحاء على أنّ ألحقه بمعنى لحقه ، ويروى بفتحها على قولك : ألحقت العذاب بزيد ، وقيل : من ألحقت به كذا ، فنسب الفعل إلى العذاب تعظيما له ، وأطلق على الدّعيّ ملحق لأنّه لا نسب له. واستلحق فلان فلانا ، أي اعترف بنسبته إليه.
ل ح م :
قوله تعالى : (أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً)(٤) كنى بذلك عن تناول الأعراض بما لا يليق ، والغيبة ، فصوّر لهم أن المغتاب بمنزلة من يأكل لحم أخيه ميتا ، وفيه منفّرات كثيرة أحدها : استفهام الإنكار والتعجب من ذلك. والثاني : إبراز الاستفهام عن المحبة لذلك والرغبة فيه مع العلم بنفرة الطباع عنه فضلا عن محبته. الثالث : إسناد المحبة إلى أحد المخاطبين منهما ، كأنّ الأمر لفظاعته لا يواجه به واحد معيّن. الرابع : إضافته للمخاطبين تهييجا لهم وإلهابا. الخامس : تسلط المحبة على الأكل دون سائر الأفعال لأنه الغرض في الملاذّ ومنتهى غاياته. السادس : تسلط الأكل على اللحم دون سائر ملك الإنسان من طعام ونحوه. السابع : إضافة اللحم إلى أعزّ الأقارب عند الإنسان ، وهم
__________________
(١) ٣ / الجمعة : ٦٢.
(٢) ١٠١ / يوسف : ١٢.
(٣) في الأصل كلمة «الجد» بعد «عذابك». والحديث من دعاء القنوت كما في النهاية : ٤ / ٢٣٨ ، والرواية فيه «بالكفار» وكذا في المفردات : ٤٤٨.
(٤) ١٢ / الحجرات : ٤٩.