أتيم تجعلون إليّ ندّا |
|
وهل تيم لذي حسب نديد؟ |
يقال : ندّ ونديد ونديدة ، على المبالغة وأنشد للبيد (١) : [من الطويل]
لكيما يكون السّندريّ نديدتي |
|
وأجعل أقواما عموما عماعما |
وقيل : هو بمعنى المثل من غير عموم ولا خصوص. وأنشد لحسّان (٢) : [من الوافر]
أتهجوه ولست له بندّ؟ |
|
فشرّكما لخيركما الفداء |
وقال آخر (٣) : [من الرمل]
نحمد الله ، ولا ندّ له |
|
عنده الخير ، وما شاء فعل |
وهذا أولى ، لأنّ المطلوب النهي عن (٤) أن يجعل لله تعالى مثلا على الإطلاق ، لأنه لا يلزم من النّهي عن الأخصّ النهي عن الأعمّ.
وقيل : أندادا : نظراء ، وقيل : أضدادا ، قاله أبو عبيدة. وقال غيره : ليس كذلك ، بدليل قولهم : ليس لله ندّ ولا ضدّ. وقالوا في تفسيره : إنه نفى ما يسدّ مسدّه ، ونفى ما ينافيه ، فدلّ على أنهما غيران.
وناددت الرجل : خالفته ونافرته. ومنه : ندّ البعير ندودا. والنّدّ ، بالفتح : المرتفع من التلال ، وهو ضرب من الطّيب أيضا ، ليس بعربيّ الأصل.
وقرىء (يَوْمَ التَّنادِ)(٥) بتشديد الدال (٦) أي الفرار والتنافر. وهو كقوله في موضع
__________________
(١) الديوان : ٢٨٦ ، وفي الأصل : لكيلا.
(٢) الديوان : ٢ / ١٨. وفيه : له بكفء.
(٣) البيت للبيد (الديوان : ١٧٤) ، وروايته فيه :
أحمد الله فلا ندّ له |
|
بيديه الخير ما شاء فعل |
(٤) وفي س : من ، والأصل : على ، ولعل ما أثبتناه صواب.
(٥) ٣٢ / غافر : ٤٠.
(٦) قرأها ابن عباس والضحاك ، وقال : يندّون كما تندّ الإبل (مختصر الشواذ : ١٣٢).