آخر : (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ)(١)(إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا)(٢)(الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ)(٣) ونحو ذلك من الآي الكريمة.
ن د م :
قوله تعالى : (فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ)(٤) النّدم والنّدامة : التحسّر من تغيّر أمر في رأي فائت. قيل : وأصله : من منادمة الحزن له ، أي من مداومتها ومقارنتها ، من المنادمة على الشراب. ومنه قيل : نديم وندمان ومنادم ، لمن يداوم معك على الشراب.
وندمانا جذيمة المضروب بهما المثل رجلان يقال لهما : مالك وعقيل ، نادما الوضّاح دهرا طويلا ، فضرب بصفاء عيشهما المثل. قال الشاعر (٥) : [من الطويل]
ألم تعلمي أن قد تفرّق قبلنا |
|
خليلا صفاء : مالك وعقيل؟ |
ولما مات سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم تمثّلت فاطمة الزهراء ـ رضي الله تعالى عنها ـ بقول متمّم بن نويرة يرثي أخاه مالكا (٦) : [من الطويل]
وكنّا كندماني جذيمة ، حقبة |
|
من الدهر ، حتى قيل : لن يتصدّعا |
فلمّا تفرّقنا كأني ومالكا |
|
لطول اجتماع ، لم نبت ليلة معا |
وقوله ، عليه الصلاة والسّلام : (الندم توبة) (٧) أي معظمها الندم ، لأنّ لها ركنا آخر.
__________________
(١) ٣٤ / عبس : ٨٠.
(٢) ١٦٦ / البقرة : ٢.
(٣) ٦٧ / الزخرف : ٤٣.
(٤) ٣١ / المائدة : ٥.
(٥) الشاعر هو أبو خراش الهذلي مذكور في ديوان الهذليين : ٢ / ١١٦ ، تاريخ الطبري ١ / ٦١٧ ، وفيه : نديما صفاء.
(٦) م مفضلية له : ٢٦٧ ، ومذكوران في تاريخ الطبري : ٢ / ٦١٧ ، والبيت الثاني من كتب الشواهد النحوية.
(٧) أخرجه ابن حنبل ١ ، ٣٧٦ ، وابن ماجة ٣٠.