وإن تك قد ساءتك مني خليقة |
|
فسلّي ثيابي من ثيابك تنسل |
كنّى بذلك عن الإبعاد. وأنسلت الإبل : حان أن تنسل وبرها. والنّسل : الذرية لأنّها نسلت عن الوالدين. وقيل : لكونها ناسلة عن الله بخلقه وإيجاده. قال تعالى : (وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ)(١) ، قيل : نزلت في الأخنس بن شريق (٢) وقد مرّ بزرع فحرقه ، وبنعم فحرقها.
وتناسلوا : توالدوا. وفي الحديث : «تناكحوا تناسلوا فإنّي مكاثر بكم يوم القيامة» (٣). وكان يقال : إذا طلبت فضل إنسان فخذ ما نسل لك منه عفوا.
ن س ي :
قوله تعالى : (نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ)(٤) أي تركوا أوامره ونواهيه فتركهم مخلدين في النار. والنسيان يعبّر به عن التّرك. وقال بعضهم : النسيان : ترك الإنسان ضبط ما استودع ، إمّا لضعف قلبه ، وإمّا عن غفلة ، وإمّا عن قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره.
قوله : (سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى)(٥) لا نافية ، وهي ضمان من الله تعالى لنبيّه ، أنه إذا سمع شيئا من القرآن لم ينسه ، وقول من قال : إنه نهي ضعيف من حيث المعنى ، ومن حيث اللغة لما بينّا في غير هذا. قال الراغب (٦) : وكلّ نسيان من الإنسان ذمّه الله تعالى به ، فهو ما كان أصله عن تعمّد. وما عذر فيه نحو ما روي عنه عليه الصلاة والسّلام : «رفع عن أمّتي الخطأ والنّسيان» (٧) ، فهو ما لم يكن سببه منه.
__________________
(١) ٢٠٥ / البقرة : ٢.
(٢) ويعرف بأبي بن شريق ـ وهو اسمه ـ الثقفي. كان حليفا لبني زهرة ، أعطاه رسول الله (صلىاللهعليهوسلم) مع المؤلفة قلوبهم ، وتوفي في أول خلافة عمر. أشار على بني زهرة بالرجوع إلى مكة وعدم الإشتراك ببدر.
(٣) رواه عبد الرزاق في المصنف موقوفا ، ورواه أحمد وأبو داود عن معقل بن يسار بلفظ آخر هو : «تزوجوا الودود الولود إني مكاثر للأنبياء يوم القيامة».
(٤) ٦٧ / التوبة : ٩.
(٥) ٦ / الأعلى : ٨٧.
(٦) المفردات : ٤٩١.
(٧) المصدر السابق. وأخرجه ابن ماجة عن ابن عباس بلفظ قريب ، وروي روايات أخر.