وفي الحديث : «لا تسبّوا الريح فإنّها من نفس الرحمن» (١) أي مما يفرّج الكرب. ومنه في الدعاء : «ونفّس عنّا وعن المكروبين» (٢). وتنفّست الريح : هبّت. قال الشاعر (٣) : [من الطويل]
فإنّ الصّبا ريح إذا ما تنفّست |
|
على نفس محزون تجلّت همومها |
والنّفاس : ولادة المرأة ، والمرأة نفساء ، وجمعها نفاس نحو : عشراء وعشار. وصبيّ منفوس ، أي مولود مع دم النّفاس. وتنفّست المرأة : حاضت. وفي الحديث : «أنه قال لعائشة : أنفست؟» (٤) يروى مبنيا للمفعول ، إلا أنّ أبا عبيد الهرويّ قال : يقال : نفست المرأة ونفست ، أي ولدت. فإذا حاضت قيل : نفست ـ بفتح النون لا غير ـ. ثم روى حديث أمّ سلمة : «كنت معه في الفراش فحضت ، فقال : أنفست؟». وفي الحديث : «ما من منفوسة» (٥) أي مولودة. وفي حديث آخر : «لا يرث المنفوس حتى يستهلّ صارخا» (٦).
وفي الحديث : «نهى عن التّنفّس في الإناء» (٧) وفي آخر : «كان يتنفّس في الإناء ثلاثا» (٨) جمع الناس بينهما بأنّ الأول إذا تنفّس فيه ولم يبنه عن فيه ، لأنّه ربّما يخرج من أنفه وفيه شيء مستقذر ، وأنّ الثاني كان يتنفّس مع إبانته له عن فيه ، وهو حسن. وقرىء : (لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ)(٩) بفتح الفاء ، أي من أرفعكم وأكرمكم ، وهي قراءة عائشة رضي الله تعالى عنها (١٠). والنّفس أيضا العين ، يقال : أماتته نفس ، أي عين. وفي
__________________
(١) النهاية : ٥ / ٩٤.
(٢) أي فرّج.
(٣) من شواهد الراغب في المفردات : ٥٠١.
(٤) النهاية : ٥ / ٩٥ ، وفيه الفعل مبني للمعلوم ، والحديث لأم سلمة لا لعائشة كما يأتي.
(٥) المصدر السابق.
(٦) المصدر السابق ، والحديث لابن المسيب ، يريد : حتى يسمع له صوت.
(٧) النهاية : ٥ / ٩٤.
(٨) المصدر السابق ، يعني في الشرب.
(٩) ١٢٨ / التوبة : ٩.
(١٠) مختصر الشواذ : ٥٦.