رِئاءَ النَّاسِ)(١). وفي حديث ابن عباس : «لا ينفّق بعضكم لبعض» (٢) أي لا يروّج سلعة صاحبه بالنّجش (٣).
ن ف ل :
قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ)(٤) هو جمع نفل ، وهو ما اتّخذ من مال الكفار لا بإيجاف خيل ولا ركاب ، والغنيمة : ما أخذ بذلك. وقال الهرويّ : يعني عن الغنائم ، الواحد نفل ، وكلّ شيء زيادة على الأصل فهو نفل. وإنما قيل للغنائم نفل لأنّه مما زاده الله تعالى [على](٥) هذه الأمة. وقال الراغب (٦) : قيل : هو الغنيمة بعينها ، ولكن اختلفت العبارة عنه لاختلاف الاعتبار. فإذا اعتبر بكونه مظفورا به يقال له غنيمة ، وإذا اعتبر بكونه منحة من الله تعالى ابتداء من غير وجوب يقال له نفل. قال : ومنهم من فرّق بينهما من حيث العموم والخصوص فقال : الغنيمة : ما حصل مستغنما ببعث أو بغير بعث ، باستحقاق كان أو بغير استحقاق ، قبل الظفر كان أو بعده. والنّفل : ما يحصل للإنسان قبل الغنيمة من جملة الغنيمة. وقيل : هو ما يحصل للمسلمين بغير قتال ، وهو الفيء. وقيل : هو ما يفضل من المتاع ونحوه بعد ما تقسّم الغنائم. وعلى ذلك حمل قوله تعالى : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ).
قوله : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً)(٧). نافلة حال من يعقوب ، أي زيادة ، لأنّ ولد الولد زيادة على الولد. قوله : (نافِلَةً لَكَ)(٨) أي زيادة على ما فرض عليك. ومن جعل التّهجّد واجبا قال : زيادة على ما فرض على أمّتك ، فإنه لم يفرض عليهم. و «نافلة» يجوز
__________________
(١) ٣٨ / النساء : ٤. رئاء الناس : مراءاة لهم وسمعة لا لوجه الله.
(٢) النهاية : ٥ / ٩٩.
(٣) نجش في البيع : واطأ رجلا يريد بيعا أن يمدحه.
(٤) ١ / الأنفال : ٨.
(٥) زيادة يقتضيها السياق.
(٦) المفردات : ٥٠٢.
(٧) ٧٢ / الأنبياء : ٢١.
(٨) ٧٩ / الإسراء : ١٧.