وقد شرحنا ذلك غير مرة. ثم الإلزام يكون نوعين ؛ نوع بالتّسخير من الباري تعالى أو القهر عليه من الإنسان. وإلزام بالحكم والأمر كقوله تعالى : (وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى) ، الظاهر أنه من النوع الأول وهو التسخير من الباري تعالى ، ويرشحه قوله تعالى : (وَكانُوا أَحَقَّ بِها وَأَهْلَها)(١) وقيل : هو من الثاني ، أي حكم لهم بذلك وأمرهم به.
واللزوم من المصادر التي جاءت على فعول للمتعدي وهي محفوظة ، بل فعول لازم كالجلوس والقعود.
قوله : (لَكانَ لِزاماً)(٢) أي لكان القتل يوم بدر لازما لهم ، أي عقوبته وأثره ملازمة لهم في الدنيا. وقال آخرون : لكان القتل الذي نالهم يوم بدر لازما لهم أبدا ، ولكان العذاب لازما لهم فيه ، وهذا تسامح من قائله ، إذ نفس القتل لا يبقى متطاولا إنما هو العقوبة الناشئة عنه.
ل س ن (٣) :
... القدرة ودلالة الآية على اختلاف لغات الخلائق حتى تجد الجيل الواحد يتكلم بلغات شتّى ؛ هذه العرب يتكلم بعضها بما لا يفهمه الآخر ، ولذلك سألت الصحابة النبيّ صلىاللهعليهوسلم عن تفسير كثير من ألفاظ القرآن. ويحكى عن ابن عباس وأنظاره كثير من نحو : «ما كنت أدري ، ما معنى كذا. حتى اختصم ، حتى سمعت» وهذه الحبشة لها عدة لغات ، وكذا الترك والفرس. فسبحان من لا تختلف عليه اللغات ولا تغلطه المسائل.
وفي بعض التواريخ أنّ الإسكندر رأى بحرا بأقصى الشرق ، فأراد معرفة آخره ، فأرسل قوما في سفن متعددة ، وزوّدهم بكثير من الزاد ما يكفيهم أربع عشرة سنة. وقال : إذا مضت سبع فارجعوا لئلا تهلكوا. فساروا فلم يدركوا آخره ، غير أنّهم رأوا سفنا في البحر
__________________
(١) ٢٦ / الفتح : ٤٨.
(٢) ١٢٩ / طه : ٢٠.
(٣) في النسخ الثلاث نقص من مطلع مادة (ل س ن). وجاء في الهامش بخط آخر أسطر نذكر منها ما لم يرد في المتن : «اللسن واللسان : الجارحة وقوتها .. ويقال لكل قوة لسان ولسن ... قوله : «واختلاف ألسنتكم» (٢٢ / الروم : ٣٠)».