ويهود في الأصل منقول من الفعل المضارع نحو يزيد ويشكر. فامتناعه من الصرف يحتمل أن يكون للوزن والعلمية ، أو للتأنيث والعلمية بإعتبار القبيلة. ويرجّحه فعله المسند إليه في قول الشاعر (١) : [من الكامل]
قرّت يهود وأسلمت جيرانها
ولنا فيه كلام أكثر من هذا. وهود : اسم النبيّ المشهور ؛ قال الراغب : وهود جمع هائد في الأصل ، أي تائب. وهو اسم نبيّ عليهالسلام.
ه و ر :
قوله تعالى : (عَلى شَفا جُرُفٍ هارٍ)(٢) أي ساقط متداع. يقال : هار البئر يهور ، وهار البناء يهور : إذا تداعى وسقط. والأصل : هاور ، فقلبت الكلمة بأن قدّمت لامها وأخّرت عينها فأعلّت إعلال المنقوص نحو شاك ولاب ، من شوكة السلاح ولوب الغمامة. ويقال : لا قلب فيه. وإنّما حذفت العين ، ولذلك أعرب كالصّحيح. يقال : هذا بناء هار ، ونقضت بناء هارا. وقد نطق بالأصل فقيل : هائر كقائم. وفي حديث خزيمة في ذكر السّنة : «تركت المخّ زارا والمطيّ هارا» (٣) أي تساقطا ضعيفا من شدّة الزمان (٤).
قوله : (فَانْهارَ بِهِ)(٥) أي سقط. يقال : انهار الرجل فهو منهار ، أي سقط من مكان عال. ورجل هار ، وبئر هائر. وهائر في أمره ، أي ضعيف ، تشبيها بالبئر الغائر. وتهوّر الليل : ذهب أكثره ، ومنه الحديث : «حتى تهوّر الليل» (٦) أي انهزم ومضى أكثره كما يتهوّر البناء. وقيل : تهوّر : اشتدّ ظلامه. ويقال : تهيّر ؛ قال الراغب (٧) : فهذا من الياء. ولو كان
__________________
(١) شطر لبيت أنشده علي بن سليمان النحوي كما في اللسان ـ مادة هود.
صمّي ، لما فعلت يهود ، صمام
(٢) ١٠٩ / التوبة : ٩.
(٣) النهاية : ٥ / ٢٨١.
(٤) فعلى هذا يقال : هو هار ، وهار ، وهائر. فأما هائر فهو الأصل من هار يهور ، وأما هار بالرفع فعلى حذف الهمزة. وأم هار بالجر فعلى نقل الهمزة إلى ما بعد الراء.
(٥) ١٠٩ / التوبة : ٩.
(٦) النهاية : ٥ / ٢٨١.
(٧) المفردات : ٥٤٧.