قراءة من قرأ : «هأنتم» بالقصر (١) وقيل : الهاء بدل من همزة الاستفهام ، والأصل أأنتم. وفي هذا الحرف قراءات كثيرة ، وتوجيهاتها صعبة ، قد اضطرب كلام الناس فيها. وقد أتقنّا بحمد الله تعالى ذلك كلّه في «الدّرّ المصون» و «الدّرّ النّضيد». وقد يفصل ها التّنبيه من اسم الإشارة بغير ضمائر الرفع المنفصلة كقول النابغة (٢) : [من البسيط]
ها إنّ ذي عذرة إلّا تكن قبلت |
|
بأنّ صاحبها قد تاه في البلد |
وأنشد سيبويه (٣) : [من البسيط]
تعلّمن ها ـ لعمر الله ـ ذا قسما |
|
فاقدر بذرعك وانظر أين تنسلك؟ |
الأصل أن هذه عذرة ، ولعمر الله هذا قسما (٤).
__________________
(١) يرى الفراء أن العرب إذا جاءت إلى اسم مكنيّ قد وصف بهذا وهاذان وهؤلاء فرّقوا بين (ها) وبين (ذا) وجعلوا المكنيّ بينهما ، وذلك في جهة التقريب لا في غيرها «معاني القرآن : ١ / ٢٣٢) ، وجاء بهذه الآية مثالا.
(٢) ختام معلقته : ٢٦. ورواية الصدر في الديوان :
ها إنّ تا عذرة إلا تكن نفعت.
(٣) ذكره سيبويه في كتابه : ٣ / ٥٠٠ و ٥١٠. وفي ديوان زهير : ٨٨. تعلّمن : اعلم.
(٤) يريد : هذا ما أقسم به.