الاستعارات. قوله : (فَما أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكابٍ)(١). الإيجاف : الإسراع ؛ يقال : أوجف الراكب ، أي أسرع. وسير وجيف. وفي المثل : «أدلّ فأمّل وأوجف فأعجف» (٢).
و ج ل :
قوله تعالى : (وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ)(٣) أي خافت. يقال : وجل يوجل وجلا. وقيل : الوجل : استشعار الخوف. ويقال : يوجل وييجل ؛ كسروا الياء ليقلبوا الواو ياء توصّلا للأخفّ ؛ وإن كان كسر حرف المضارعة إن كان ياء ممنوعا في المشهور. وإنّما قلت في المشهور لقراءة شاذّة : فإنهم يئلمون كما تئلمون (٤) وكان الذي حسّن هذا مجاورته ل «تليت» الجائز الكسر.
و ج ه :
قوله تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ)(٥). الوجه يعبّر به عن الذات ، والباري تعالى ينزّه عن الجارحة ، ومثله : (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ)(٦) (وإنّما عبّر به عن الذّات في لسان العرب لأنّه أشرف الأعضاء. وقيل في قوله تعالى : (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ)(٧) أراد بالوجه هنا التوجّه إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة. وقيل لعبد الله الرّضا (٨) في قوله تعالى : (كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ) : إنّ الوجه زائد ، والمعنى : كلّ شيء هالك إلا هو. فقال : سبحان الله! لقد قالوا قولا عظيما ، إنّما عني الوجه الذي يؤتى منه ، ومعناه كلّ شيء من أعمال العباد هالك وباطل إلا ما أريد به. وقيل هذا في قوله : (وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِ
__________________
(١) ٦ / الحشر : ٥٩.
(٢) العجف : ذهاب السمن والهزال.
(٣) ٢ / الأنفال : ٨.
(٤) ١٠٤ / النساء : ٤ ، والآية هي : «فإنهم يألمون كما تألمون».
(٥) ٨٨ / القصص : ٢٨.
(٦) ٢٧ / الرحمن : ٥٥.
(٧) ما بين قوسين ساقط من ح.
(٨) وفي س : لأبي عبد الله بن الرضا ، يؤيده الراغب.