المذكور هو الحيوان المتوحّش على الأصل. وإصمت : اسم لمكان بعينه أضيف إليه الوحش. وأنشدوا (١) : [من البسيط]
بوحش إصمت في أصلابها أود
ويقولون : إنّ إصمت منقول من فعل الأمر مجردا من ضمير بدليل منعه الصرف ، وفيه بحث حقّقناه في غير هذا. والوحش : الرجل لا طعام له ؛ يقال : رجل وحش وجمعه أوحاش. وفي الحديث : «لقد بتنا وحشين ما لنا طعام» (٢). وتوحّش الوحشات للدّواء ، أي احتمى له. وفي الحديث : «وحّشوا برماحهم» (٣) أي رموا بها. وفيه أيضا : «لا تحقرنّ شيئا من المعروف ولو أن تؤنس الوحشان» (٤). يقال : رجل وحشان ، أي مغتمّ ، وجمعه وحاشى ، على حدّ عطشان وعطاشى.
والوحشيّ من الإنسان يضادّ الإنسيّ منه ، والإنسيّ منه ما أقبل والوحشيّ ما أدبر. ومنه : وحشيّ القوس وإنسيّه أيضا. والوحشيّ مطلقا ما نسب إلى الوحش. وتوحّش ، أي صار كالوحش نحو تأنّس ، أي صار كالإنس.
و ح ي :
قوله تعالى : (فَأَوْحى إِلى عَبْدِهِ ما أَوْحى)(٥). الإيحاء من الله تعالى إلى رسله إمّا بواسطة ملك كريم ، وإمّا بكلام يليق بجلاله حسبما يشهد بذلك كتابه العزيز. وأصل الوحي في اللغة الإشارة الشريفة ، هذا قول الراغب (٦). وقال الهرويّ : أصله في اللغة إعلام في إخفاء. قال الراغب : ولتضمّنه معنى السرعة قيل : أمر وحي ، وذلك يكون بالكلام على سبيل الرمز والتعرّض. وقد يكون بصوت مجرّد عن التركيب وبإشارة بعض الجوارح
__________________
(١) عجز للراعي كما في اللسان ـ مادة صمت. وصدره :
أشلي سلوقية باتت ، وبات لها
(٢) النهاية : ٥ / ١٦١ ، وفي اللسان : «وحشين» ، وفي الترمذي : «وحشى».
(٣) المصدر السابق ، وفيه : «.. بأسلحتهم».
(٤) المصدر السابق.
(٥) ١٠ / النجم : ٥٣.
(٦) المفردات : ٥١٥.