واللغة : ما تكلمت به الأمة من الناس على اختلاف ألسنتهم. واللغة هل هي توقيفية أو اصطلاحية قولان. وذلك من لغى يلغى ـ كذا ـ إذا لهج به ، وأصله من لغا العصفور : إذا صاح وصوّت. وكذا يقال في غيره من الطيور.
وأصل لغة لغوة فحذفت اللام وجعلت الهاء عوضا منها.
قوله تعالى : (لا يُؤاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمانِكُمْ)(١). اختلف في اللغو في هذه الآية ؛ فقيل : هو ما لا يعتدّ به ، وذلك إذا لم يقصد به عقد اليمين بدلالة قوله : (وَلكِنْ يُؤاخِذُكُمْ بِما عَقَّدْتُمُ الْأَيْمانَ)(٢). وفي موضع آخر (بِما كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ)(٣). وعن عائشة في آخرين : «هو قول الرجل في أثناء محاورته وكلامه : لا والله ، وبلى والله ، من غير قصد يمين» ، ولذلك فسّره بعضهم فقال : اللغو ما لا يعتدّ به من الكلام ، ولا يورد عن رويّة وفكر ، فيجري مجرى اللّغا وهو صوت العصافير ونحوها ، قال أبو عبيدة : يقال : لغو ولغا نحو عيب وعاب وأنشد قول الشاعر : [من الرجز]
عن اللّغا ورفث التّكلّم (٤)
وإياه قصد الشاعر بقوله (٥) : [من الطويل]
ولست بمأخوذ بلغو تقوله |
|
إذا لم تعمّد عاقدات العزائم |
وقال ابن عرفة : اللغو الشيء المسقط الملقى المطروح ؛ يقال : لغا زيد : تكلّم بكلام ساقط مطروح ، وألغى : أطرح. وأنشد (٦) : [من الوافر]
ويهلك بينها المرئيّ فيها |
|
كما ألغيت في الدّية الحوارا |
__________________
(١) ٨٩ / المائدة : ٥ ، وغيرها.
(٢) تتمة الآية.
(٣) ٢٢٥ / البقرة : ٢.
(٤) قاله رؤبة ، ونسبه ابن بري للعجاج (اللسان ـ لغا).
(٥) من شواهد المفردات : ٤٥٢.
(٦) قاله ذو الرمة يهجو هشام بن قيس المرئي أحد بني امرىء القيس بن زيد مناة (الديوان : ٢ / ١٣٧٩) ، وفيه : وسطها المرئيّ لغوا ويروى أن جريرا عمله له.