(فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ)(١) وذلك نحو : ناد وأندية ، وناج وأنجية. وقد جمع على ودّاء أيضا قاله جرير وأنشد (٢) : [من الوافر]
غرفت ببرقة الودّاء رسما |
|
محيلا طال عهدك من رسوم |
ويعبّر بالوادي عن المذهب والطريقة ؛ ومنه قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ)(٣) أي في فنون الكلام من مقال في مدح وهجو وغزل ونسيب. وما أحسن قوله : (يَهِيمُونَ) مع قوله : / (فِي كُلِّ وادٍ). ومنه قوله : أنا في واد وأنت في واد. وتقول العلماء : هما من واد واحد. وكنّي عن ماء الفحل عند المداعبة وعند البول بالودي ، فيقال : أودى نحو أمذى وأمنى. وأوداه : أهلكه ، تصوّرا أنه أسال دمه ، وأنشد : [من الكامل]
أودى بنيّ وأودعوني حسرة |
|
عند الرّقاد وعيره ما تقلع |
وسمّيت دية القتيل لهلاك صاحبها. ثم تطلق الدّية على المال المعطى من إبل ودنانير ونحوهما ، فيقال : وديت القتيل دية ، أي أعطيت ديته. قوله : (فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلى أَهْلِهِ)(٤) وإنّما توصف بذلك الأموال. والوديّ : صغار الفسيل ، أي النّخل ، واحده ودية من ذلك. قيل : اعتبارا بسيلانه في الطّول. ومن كلام أبي هريرة : «لم يكن يشغلني عنه صلىاللهعليهوسلم غرس الوديّ» (٥) أي كنت ملازمه بخلاف غرس من يشتغل عنه.
__________________
(١) ١٧ / الرعد : ١٣.
(٢) ديوان جرير : ٤٩٤ ، وهو مطلع في هجاء الأخطل. الوداء : واد أعلاه لبني العدوية والتيم وأسفله لبني كليب وضبة.
(٣) ٢٢٥ / الشعراء : ٢٦.
(٤) ٩٢ / النساء : ٤.
(٥) النهاية : ٥ / ١٧٠. لعله يريد : بخلاف صاحب غرس يشتغل عنه.