ما يكون خلال المطر كأنه غبار. وقد يعبّر به عن المطر. والوديقة : ما تبدو كالهباء عند شدّة الحرّ. ودقت الدابّة واستودقت ، وأتان وديق وودوق : اشتهت الفحل. وذلك على التّشبيه لما ظهر من رطوبة الفرج عند إرادة الفحل.
والمودق : المكان النازل منه الودق. وقول الشاعر (١) : [من الطويل]
تعفّي بذيل المرط إذ جئت مودقي
استعارة وتشبيه لموطىء القدم بأثر المطر. وفي حديث إغراق فرعون : «فتمثّل له جبريل على فرس وديق» (٢) أي مشتهية للفحل كما مرّ ؛ وذلك أنّ فرعون كان راكبا حصانا فتبع الرمكة (٣) في البحر.
و د ي :
قوله تعالى : (إِنَّكَ بِالْوادِ الْمُقَدَّسِ)(٤) الوادي اسم فاعل من ودى يدي : إذا سال وديا ، فهو واد. ثم أطلق على المكان الذي يجتمع فيه الماء ويسيل. فالوادي هو الماء ، وسمّي مكانه باسمه مجازا للمجاورة ، عكس تسميتهم الماء باسم مكانه في قولهم : نهر ، كما تقدّم تقريره. وقيل : الوادي : المفرج بين الجبلين الذي يسيل فيه الماء. ثم أطلق على كلّ مفرج بين جبلين وإن لم يسل فيه ماء. وعلى كلّ ما يسيل فيه الماء وإن لم يكن مفرجا بين الجبلين اتّساعا. ويجمع على أودية ، وليس بقياس ، ولكنّه فصح استعمالا لقوله تعالى :
__________________
(١) عجز لامرىء القيس كما في الديوان : ١١٨ ، وصدره :
دخلت على بيضاء جمّ عظامها
جم عظامها : ناعمة لا نتوء لعظامها. تعفي : تزيل. المودق : المسك كما في الديوان ، والشاهد هنا على أن معناها : الموضع. المرط : لباس النساء.
(٢) النهاية : ٥ / ١٦٨.
(٣) الرمكة : الفرس أو البرذونة تتخذ للنسل.
(٤) ١٢ / طه : ٢٠.