على الشوارع. ومنه الحديث : «اتّقوا البراز في الموارد» (١) يعني الطرق ؛ نهاهم عن التخلّي فيها ، كما نهاهم عنه في النادي وغيره ممّا في معناه.
و ر ق :
قوله تعالى : (وَطَفِقا يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ)(٢) قيل : هو ورق التّين. ويزعمون أنّ هذه التفاريج التي فيه لمكان أصابعهما ، فالله أعلم. والورق : ما أخرجه الشجر غير الثمر ، والجمع أوراق ، وبه شبّه ما يكتب فيه فقيل فيه ورق (٣). ويعبّر عن المال الكثير تشبيها له بالورق في الكثرة نحو قولهم : مال كالتّراب والثّرى (٤) والسّيل. قال الشاعر (٥) : [من الرجز]
إليك تبت فتقبّل ملقي |
|
فاغفر خطاياي وثمّر ورقي |
كذا أنشده الراغب (٦) والظاهر ما أنشده غيره بكسر الراء ، يعني به الدّراهم. ويقال : أورق فلان ، أي أخفق. كأنّه صار ذا ورق بلا ثمر. ألا ترى أنّه عبّر عن المال بالثمر في قوله : (وَكانَ لَهُ ثَمَرٌ)(٧). قال ابن عباس : هو المال. قلت : وعلى هذا يكون قولهم : أورق فلان ، تحتمل الغنى والفقر ، كما قالوا : أترب ، أي صار ماله كالتراب. وقيل : لصق جلده بالتراب ، وصار ذا تراب. والقولان منقولان أيضا في قوله : (تربت يداك) (٨) أي لصقت بالتراب ، أوصار مالهما كالتراب.
قوله : (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ)(٩) وقرىء بسكون الراء ، وبكسر الواو مع سكون
__________________
(١) النهاية : ٥ / ١٧٣.
(٢) ٢٢ / الأعراف : ٧.
(٣) كلمة ورق فارسية الأصل من برك ، ومعناها ورق الشجر. أما ورق الكتابة عندهم فيدعى : كاغد.
(٤) الكلمة ساقطة من س.
(٥) البيت للعجاج (الديوان : ١ / ١٧٨). وفيه : إياك أدعو ، وكذا في اللسان وتهذيب إصلاح المنطق.
(٦) المفردات : ٥٢٠ ، وقد ذكر العجز.
(٧) ٣٤ / الكهف : ١٨.
(٨) رواه البخاري في النكاح : ١٥.
(٩) ١٩ / الكهف : ١٨.