والتّورية : أن تظهر شيئا وتريد غيره ، كأنّه يظهر جزءا ويستر آخر. وفي الحديث : «إذا أراد غزوا ورّى بغيره» (١). قال بعضهم : ستر ووهم غيره. وأصله من الوراء ، أي ألقى السّتر وراء ظهره.
والورى : الناس. قال الخليل : الورى : الأنام الذين على وجه الأرض ، ليس من مضى ولا من يتناسل بعدهم ، فكأنّهم الذين يسترون الأرض بأشخاصهم. والوري : بسكون الراء (٢) يقال : وري يورى (٣). وفي الحديث : «لأن يمتلىء جوف أحدكم قيحا حتى يريه خير له من أن يمتلىء شعرا» (٤) وأنشد قول الشاعر (٥) : [من الرجز]
قالت له وريا إذا تنحنح |
|
يا ليته يسقى على الذّرحرح |
وفي الحديث : «وفي الشّويّ الوريّ السّمين» (٦) فعيل بمعنى فاعل. وأنشد للعجاج (٧) : [من الرجز]
وانهمّ هاموم السّديف الواري |
|
عن جرز منه وجوز عاري |
وجاءت امرأة جليلة لعمر رضي الله عنه فحسرت عن ذراعيها فإذا كدوح. قال : ما هذا؟ قالت : من احتراش الضّباب. قال : «لو أخذت الضّبّ فورّيته» (٨). قال شمر : أي روّغته في الدّسم. ومن كلام عليّ رضي الله تعالى عنه في صفة النبي صلىاللهعليهوسلم : «حتى أورى قبسا» (٩) أي أظهر نورا من الحقّ.
__________________
(١) النهاية : ٥ / ١٧٧.
(٢) الوري : الداء ، ولم يذكره السمين ، وشاهده الحديث بعده.
(٣) وفي الأصل : يرى. وأثبتنا الضبط من اللسان والنهاية.
(٤) النهاية : ٥ / ١٧٨.
(٥) ورد عجزه في التاج واللسان ـ مادة وري. والمعنى : تدعو عليه بالوري. وفيهما : تنحنحا. وذكره ابن منظور كاملا في ـ ذرح. والذرحرح : السم.
(٦) النهاية : ٥ / ١٧٩.
(٧) اللسان ـ مادة وري.
(٨) النهاية : ٥ / ١٧٩.
(٩) المصدر السابق.