منزلة الوعد. والموعد : العهد. ومنه : (ما أَخْلَفْنا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنا)(١)(فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي)(٢) أي عهدك وعهدي.
وقوله : (الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ)(٣) أي يخوّفكم. وقوله : (وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً)(٤) أي يرجّيكم. وهذا بحسب القرينة ، أي سمّى تخويفه وعدا على المقابلة نحو : (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ)(٥). قوله : (وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ)(٦) إشارة إلى يوم القيامة كقوله : (إِلى مِيقاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ)(٧). وقيل : هو يوم بدر ، لأنّهم وعدوا به ؛ وعد المؤمنون بأنّهم ينصرون فيه والمشركون بأنّهم يخذلون.
قوله تعالى : (وَلا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِراطٍ تُوعِدُونَ)(٨) لأنّهم كانوا يتوعّدون السابلة إن آمنوا بشعيب ، كما فعل مشركو قريش حين تقسموا شعاب مكة ، كما أشار بقوله تعالى : (كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ)(٩). وقد أوضحناه في تفسير سورة الحجر. وقد تمدّحت العرب بإنجاز الوعد / وإخلاف الوعيد تكرّما. ومنه قول شاعرهم (١٠) : [من الطويل]
وإنّي وإن أوعدته أو وعدته |
|
لمخلف إيعادي ومنجز موعدي (١١) |
قوله : (وَفِي السَّماءِ رِزْقُكُمْ وَما تُوعَدُونَ)(١٢) ظاهره ما توعدون من الخير. وقيل : أعمّ من ذلك ، وهو الجنّة.
__________________
(١) ٨٧ / طه : ٢٠.
(٢) ٨٦ / طه : ٢٠.
(٣) ٢٦٨ / البقرة : ٢.
(٤) تابع للآية السابقة.
(٥) ٥٤ / آل عمران : ٣.
(٦) ٢ / البروج : ٨٥.
(٧) ٥٠ / الواقعة : ٥٦ ، وغيرها.
(٨) ٨٦ / الأعراف : ٧.
(٩) ٩٠ / الحجر : ١٥.
(١٠) البيت لعامر بن الطفيل في ابن عم له (ديوانه : ٥٨).
(١١) وفيه رواية : لأخلف .. وأنجز.
(١٢) ٢٢ / الذاريات : ٥١.