و ع ظ :
قوله تعالى : (قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ)(١) الوعظ : التخويف. وقيل : زجر مقترن بتخويف. والعظة والموعظة كالوعظ. وقال الخليل : الوعظ : التذكير بالخير فيما يرقّ له القلب. وفي الحديث : «يأتي على الناس زمان يستحلّ فيه الرّبا بالبيع والقتل بالموعظة» (٢) قيل : هو أن يقتل البرىء ليتّعظ المريب.
و ع ي :
قوله تعالى : (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ)(٣) أي تحفظها ولا تهمل منها شيئا أذن مصغية لما يقال. والوعي : حفظ الحديث ونحوه في الذهن. ويقال : وعيت الحديث وأوعيت المتاع (٤). قال تعالى : (وَجَمَعَ فَأَوْعى)(٥) أي جمع الأمتعة والأموال في أوعيتها ، أي أنّه لم يكن مفرطا في دنياه بل شديد الحرص عليها. وقال الهرويّ : يقال : وعيت العلم وأوعيت المتاع. وهذا عندي مردود بقوله تعالى : (وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ)(٦) أي بما يجمعون في صدورهم من التكذيب. كذا فسّره الفرّاء. وقول الشاعر (٧) : [من البسيط]
والشّرّ أخبث ما أوعيت من زاد
من التشبيه ؛ جعل الشرّ زادا ، والزاد يوعى. ويقال : وعى الجرح يعي وعيا ، أي جمع المدّة. ووعى العظم : اشتدّ وجمع القوة. والواعية : الصارخة. وسمعت وعيهم ، أي صراخهم. ولا وعي لي عن كذا ، أي لا تماسك لنفسي عنه ، ولا بدّ منه.
__________________
(١) ٤٦ / سبأ : ٣٤.
(٢) النهاية ؛ ٥ / ٢٠٦.
(٣) ١٢ / الحاقة : ٦٩.
(٤) يريد : حفظها في الوعاء.
(٥) ١٨ / المعارج : ٧٠.
(٦) ٢٣ / الانشقاق : ٨٤.
(٧) يعزى البيت إلى عبيد بن الأبرص كما في اللسان ـ مادة وعد ، وليس في ديوانه. وصدره :
الخير يبقى وإن طال الزمان به
ومذكور العجز في المفردات من غير عزو.