الجماع ، وكذا الإيقاع. ووقعت الحديدة أقعها وقعا : إذا حدّدتها بالميقعة. والوقيعة : الغيبة مجازا. والوقيعة أيضا : المكان المستنقع فيه الماء ، والجمع الوقائع (١). والتّوقيع : أثر الدّبر في ظهر البعير. ومنه قول عمر رضي الله تعالى عنه : «من يدلّني على نسيج وحده؟ فقالوا : ما نعلمه غيرك. فقال : ما هي إلّا إبل موقّع ظهورها» (٢) يهضم نفسه ويقول : أنا مثل تلك الإبل عيبا. وكان رضي الله تعالى عنه مبرّأ من العيوب. وعنه استعير التّوقيع في الكتابة لظهور أثرها.
و ق ف :
قوله تعالى : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ)(٣) أي احبسوهم عن المشي. ومنه : وقفت الدابّة أقفها وقوفا ووقفا. وقال بعضهم : وقفت القوم أقفهم وقفا ، ووقفوا وقوفا. والوقوف يكون جمعا. وقد قيل في قول امرىء القيس (٤) : [من الطويل]
وقوفا بها صحبي عليّ مطيّهم |
|
يقولون : لا تهلك أسى وتجمّل |
يجوز الأمران كما أوضحنا في غير هذا. ومنه استعير : وقف الأعيان تصدّقا ، لأنّه حبسها عن التصريف الذي كان له. وأوقف لغيّة ضعيفة. وفي الحديث : «المؤمن وقاف متأن» (٥) كالتأكيد ؛ فإنه هو الوقّاف في الأمور غير العجل. وهذا ينظر إلى قول الآخر : [من البسيط]
قد يدرك المتأنّي بعض حاجته |
|
وقد يكون مع المستعجل الزّلل |
والوقّاف : الجبان عن الحرب. ومنه قول دريد بن الصّمة (٦) : [من الطويل]
فإن يك عبد الله خلّى مكانه |
|
فما كان وقّافا ولا راعش اليد (٧) |
__________________
(١) وفي الأصل : المواقع ، والتصويب من المفردات : ٤٣٠.
(٢) النهاية : ٥ / ٢١٥.
(٣) ٢٤ / الصافات : ٣٧.
(٤) الديوان : ٢٩ ، من معلقته.
(٥) النهاية : ٥ / ٢١٦.
(٦) ديوان دريد : ٤٩.
(٧) وفي الديوان : ولا طائش اليد.