يليته ، نحو باعه يبيعه بمعنى نقصه أيضا. فعلى الأول المحذوف من الكلمة فاؤها ، ووزنها يعلكم. وعلى الثاني المحذوف منها عينها ووزنها يفلكم. وفيه لغة ثالثة : ألاته يليته كأباعه يبيعه. ولغة رابعة : أألته يؤلته ؛ بالكسر في الماضي والفتح في المضارع.
و ل ج :
قوله تعالى : (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ)(١). قال أبو عبيد : أي ليل الصيف في نهاره ونهار الشتاء في ليله. والإيلاج : الإدخال. قال الراغب (٢) : الدخول في مضيق ، كقوله : (حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِياطِ)(٣). وغيره : تفسير بمطلق الدخول. قال : قوله : (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ) تنبيه على ما ركّب الله تعالى عليه العالم من زيادة الليل في النهار. وزيادة النهار في الليل ، وذلك بحسب مطالع الليل ومغاربه. قوله : (يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ)(٤) أي يدخل فيه من المطر وحشراتها وأناسيّها. قوله : (وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ وَلا رَسُولِهِ وَلَا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً)(٥) أي بطانة وخاصّة. والوليجة : الدّخيلة ؛ يقال : فلان وليجة فلان ، أي بطانته ، أي يداخله في أموره. وقال الراغب : والوليجة : كلّ ما يتّخذه الإنسان معتمدا عليه ، وليس من قولهم : فلان وليجة في القوم : إذا دخل فيهم ، وليس منهم إنسانا كان أو غيره. قال تعالى : (وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللهِ) الآية (٦) وذلك مثل قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ)(٧).
ورجل ولجة خرجة : كثير الدخول والخروج. وفي حديث عبد الله : «إيّاك والمناخ على ظهر الطريق فإنّه منزل للوالجة» (٨). الوالجة : السّباع والحيّات. سميت بذلك لولوجها فيها واستتارها بها. والولج : ما ولجت فيه من كهف وشعب ونحوهما.
__________________
(١) ٦١ / الحج : ٢٢.
(٢) المفردات : ٥٣٢.
(٣) ٤٠ / الأعراف : ٧.
(٤) ٢ / سبأ : ٣٤ ، وغيرها.
(٥) ١٦ / التوبة : ٩.
(٦) من الآية السابقة.
(٧) ٥١ / المائدة : ٥.
(٨) النهاية : ٥ / ٢٢٤ ، والحديث لعبد الله بن مسعود.