بمعنى نحو الدّلالة والدّلالة. ومعناها : توالي الأمر. وقيل : بالفتح النصرة ، وبالكسر توليّ الأمر. وقال الأزهريّ : بالفتح في النسب (١) والنصرة. يقال : وليّ من الولاية. وأمّا الولاية فهي الإمارة. ويقال : وال من الولاية. فشبّه بالصّناعة. قوله تعالى : (وَما لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ والٍ)(٢) أي وليّ ، يعني ناصرا وقائما بأمورهم ، نحو قادر وقدير.
قوله : (إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ)(٣) قال أبو بكر : معناه : يخوّفكم أولياؤه ، فحذف أول مفعوليه ؛ إما اقتصارا أو اختصارا. وقال غيره : إنّ المفعولين محذوفان.
والتقدير : يخوّفكم الشرّ بأوليائه. قال الراغب (٤) : ونفى الله الولاية من المؤمن والكافر في غير آية ، فقال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصارى أَوْلِياءَ)(٥). وجعل بين الكافرين والشياطين موالاة في الدّنيا ، ونفى عنهم الموالاة في الآخرة. قال تعالى في الموالاة بينهم في الدنيا : (إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ)(٦). فكما جعل بينهم وبين الشياطين موالاة جعل للشياطين عليهم سلطانا في الدّنيا ، فقال : (إِنَّما سُلْطانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ)(٧). ونفى الموالاة بينهم في الآخرة فقال في موالاة الكفار بعضهم بعضا : (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً)(٨).
قوله تعالى : (وَتَوَلَّى عَنْهُمْ)(٩) أي أعرض. قال بعضهم : «تولّى» إذا عدّي بنفسه اقتضى معنى الولاية وحصوله في أقرب المواضع. يقال : ولّيت سمعي كذا ، وولّيت عيني كذا : أقبلت به عليه. قال تعالى : (فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ)(١٠). قال : وإذا عدّي بعن لفظا أو تقديرا اقتضى معنى الإعراض وترك قربه. فمن الأول قوله تعالى :
__________________
(١) ساقطة من ح.
(٢) ١١ / الرعد : ١٣.
(٣) ١٧٥ / آل عمران : ٣.
(٤) المفردات : ٥٣٤.
(٥) ٥١ / المائدة : ٥.
(٦) ٢٧ / الأعراف : ٧.
(٧) ١٠٠ / النحل : ١٦.
(٨) ٤١ / الدخان : ٤٤.
(٩) ٨٤ / يوسف : ١٢.
(١٠) ١٤٤ / البقرة : ٢.