إحدى التاءين. و «تلقف» بسكون اللام وتخفيف القاف من لقف ، وهما بمعنى كما تقدّم.
وفلان تقف لقف ، أي ذو (١) فطنة وذكاء ، وقال الحجاج لإمرأة : «إنك لقوف صيود» (٢) أي تلقف الرجال.
ل ق م :
قوله تعالى : (وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ)(٣) هو لقمان بن عاد (٤) الحكيم المشهور المختلف في نبوّته. والصحيح أنه ليس بنبيّ ، ولم يقل بنبوته إلا عكرمة ومن تابعه ، وقيل : كان عبدا / صالحا نوبيا فخيّر بين الحكمة والملك فاختار الحكمة فأوتيها. ويحكى أنّ سيده قال له وقد أمره بذبح شاة : ائتني بأطيب ما فيها. فأتاه بالقلب ، ثم قال له يوما آخر : ائتني بأخبث ما فيها. فأتاه بالقلب ، فقال له في ذلك ، فقال : إذا صلح هذا كان أطيبها وإذا خبث كان أخبثها ، فقال : لا جرم أنك حكيم. ويؤيد هذا كلام النبوة «إن في الجسد مضغة» (٥) الحديث. وصنع داود عليهالسلام يوما درعا بحضرته فهمّ أن يسأل عن منفعتها ، ولم يكن يراها قبل ذلك ، فذكر أنّ من الصمت لحكما فصمت ، فلما فرغ داود عليهالسلام قال : هذه درع حصينة تقي في سبيل الله. فقال : قد كفيت المسألة. فقال داود عليهالسلام : لا جرم أنك سميت حكيما. وله حكايات مشهورة وآثار منشورة. وقد قصّ الله أحسنها في وصاياه المذكورة في كتابه العزيز. والظاهر أنه لا اشتقاق له لعجمته كنظائره. وقيل : هو مشتقّ من اللّقم وهو الأكل ؛ يقال : لقمت اللّقمة وتلقّمتها.
واللّقم : الطريق لأنه يلتقط السابلة أو لأنهم يلتقمونه ، كلّ ذلك على المجاز. وقيل : طرف الطريق.
واللقيم بمعنى الملتقم أو الملتقم حسبما تقدّم.
__________________
(١) وفي الأصل : ذا.
(٢) النهاية : ٤ / ٢٦٥.
(٣) ١٢ / لقمان : ٣١.
(٤) بياض في الأصل ، وانظر أخباره في كتابنا «معجم أعلام القرآن».
(٥) النهاية : ٤ / ٣٣٩ ، وفيه : «إن في ابن آدم مضغة».