استطعنا لخرجنا معكم» (١). وقرىء بضمّها حملا على واو الضمير كما حملت واو الضمير عليها ، فقرىء بكسرها نحو : (اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ)(٢).
وتزاد بعدها «لا» فتصير «لو لا» ولها معنيان : أحدهما امتناع لوجود نحو قوله : (وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ)(٣). ويلزم حذف الخبر بعدها وإن كان كونا مطلقا ، وإلّا فإن دلّ عليه دليل جاز حذفه وذكره كقوله (٤) : [من الوافر]
يذيب الرعب منه كلّ عضب |
|
فلو لا الغمد يمسكه لسالا |
فالأوجب ذكره كقوله : [من الطويل]
فلو لا بنوها حولها لخطبتها
وتختصّ بالإبتداء ، فأمّا قوله : [من الوافر]
فلو لا تحسبون الحلم عجزا |
|
لما عدم المسيئون احتمالي |
فعلى حذف أن ، كقوله : (وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً)(٥).
واختلف النحاة في المرفوع بعدها ، والأصحّ أنه مبتدأ ـ كما قدمته ـ والثاني : أن تكون حرف تخصيص ك «هلّا» ، كقوله تعالى : (فَلَوْ لا كانَ مِنَ الْقُرُونِ)(٦)(وَلَوْ لا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ)(٧) وقد يحذف الفعل بعدها كقوله (٨) : [من الطويل]
تعدّون عقر البيب أفضل مجدكم |
|
بني صوطري لو لا الكميّ المقنّعا |
__________________
(١) ٤٢ / التوبة : ٩.
(٢) ١٧٥ / البقرة : ٢.
(٣) ٢٠ / النور : ٢٤ ، وغيرها.
(٤) البيت لأبي العلاء المعري. ومع أن الشاعر ليس ممن يحتج بشعره فإن علماء اللغة جاؤوا به للتمثيل ، وانظر أوضح المسالك : ١ / ١٥٦ ، المغني : ٢٧٣ ، والبيت في وصف السيف.
(٥) ٢٤ / الروم : ٣٠.
(٦) ١١٦ / هود : ١١.
(٧) ١٦ / النور : ٢٤.
(٨) اختلف اللغويون والنقاد في نسبته ؛ فقيل : هو لقيس بن الملوح ، وقيل : لابن الدمينة (ديوان ابن الدمينة : ٢٠٦). وقيل : للصمة القشيري : وقيل : لإبراهيم الصولي أوضح المسالك : ٢ / ١٩٦. مغني اللبيب : ٤٤٨).