أي ، لو لا يعدّون الكميّ. وتختصّ بالأفعال ك «هلّا». فأمّا قوله : [من الطويل]
ونبّئت ليلى أرسلت بشفاعة |
|
إليّ ، فلو لا نفس ليلى شفيعها |
فعلى إضمار كان الشأنية أي ، فلو لا كان الأمر والشأن ، هذه كلّها أصول مقرّرة فيما وضعناه.
ل ا :
ممّا ينبغي التكلم عليه هنا «لا» وهي نافية ، وناهية ، وزائدة للتوكيد ، والنافية تكون تارة لنفي الجنس وتسمّى «لا التّبرئة» وتعمل عمل إن نحو : لا رجل قائم ، واسمها معرب ومبنيّ. ولعملها شروط ، وتدخل عليها همزة الاستفهام فتصير مشتركة بين النّفي المستفهم عنه وبين التمني كقوله : ألا ماء باردا؟ وبين التّحضيض والعرض وبين الاستفتاح والتنبيه ، كقوله تعالى : (أَلا يَوْمَ يَأْتِيهِمْ)(١).
والناهية / تجزم فعلا واحدا وترد للدعاء نحو : لا تعذّبنا يا ربّ.
والزائدة كقوله تعالى : (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ)(٢)(لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتابِ)(٣). وفي ما ذكرناه كفاية.
ل و ي :
قوله تعالى : (لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ)(٤) أي أمالوها وعطفوها تكبّرا عن الحقّ. يقال : لوى رأسه وعنقه ولواهما ـ مخفّفا ومشدّدا ـ. وقد قرىء بهما (٥). ويقال : لوى رأسه وعواه (٦) ـ أيضا ـ ليّا وعيّا : إذا ثناه عنك خلافا عليك.
__________________
(١) ٨ / هود : ١١.
(٢) ١٢ / الأعراف : ٧.
(٣) ٢٩ / الحديد : ٥٧.
(٤) ٥ / المنافقون : ٦٣.
(٥) قال الفراء : حركوها استهزاء بالنبي (صلىاللهعليهوسلم) ودعائه. وقرأ بعض أهل المدينة (لووا) بالتخفيف (معاني القرآن : ٣ / ١٥٩).
(٦) عوى رأس الناقة : عاجه (اللسان).