وقال أيضا (١) : [من الطويل]
وليل كموج البحر أرخى سدوله |
|
عليّ بأنواع الهموم ليبتلي |
والليلة : واحدة الليل ، وقيل : الليلة إلى زوال اليوم بعدها ، وما بعد الزوال يقال البارحة فيقال قبل الزوال : رأيت الليلة كذا ، وبعده : رأيت البارحة ، قال طرفة (٢) : [من السريع]
ما أشبه الليلة بالبارحة
وجمعها على ليل وليائل وليلات ؛ يقال : ليلة ليلاء كما قالوا : ليل أليل ، فقابلوا أفعل بفعلاء نحو : أحمر وحمراء. وقيل : أصله ليلة ليلاوة ، وقال الراغب بدليل تصغيرهم على لييلة وجمعهم على ليال (٣).
ل ي ن :
قوله تعالى : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ)(٤) أي خفضت جناحك لهم وتواضعت مع رفعة منزلتك وعلوّ مرتبتك. واللين في الأصل مقابل الخشونة. وكلاهما مدركان بالحسّ أعني حاسة اللمس. وحقيقته في الأجسام ، ثمّ يستعمل في الخلق وغيره من المعاني مجازا كما تقدّم.
ويقال : فلان ليّن الجانب وفلان خشنه ، وكلّ منهما يمدح به تارة ويذمّ به أخرى ، وذلك بحسب المقامات ، ألا ترى إلى قول الحماسيّ (٥) : [من البسيط]
__________________
(١) البيت الثالث بعد السابق.
(٢) قاله وهو في سجنه يلوم أصحابه على خذلانهم (الديوان : ١٧) ، وصدره :
كلّهم أروغ من ثعلب
(٣) المفردات : ٤٥٦.
(٤) ١٥٩ / آل عمران : ٣.
(٥) من بيت لبعض شعراء بني العنبر ، وفي التبريزي : «واسمه قريط بن أنيف» وفي التنبيه لابن جني : «وقد تروى لأبي الغول الطهوي». وتمامه كما في شرح ديوان الحماسة : ١ / ٢٥ :
إذا لقام بنصري معشر خشن |
|
عند الحفيظة إن ذو لوثة لانا |