عظاته : «أحسنوا ملأكم أيّها المرؤون» (١) أي أخلاقكم. والملأ : الخلق ، والملأ ـ أيضا ـ القوم الأشراف. ومن كلام رؤبة بن العجّاج : [من المنسرح]
أين تريدون أيّها المرؤون
قوله تعالى : (فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً)(٢) أي سائغا في المريء ، والمريء : مجرى الطعام والشراب ، وقيل : مجرى النفس ، وهو عرق رقيق تحت الحلقوم متى لم ينحره الذابح فاته ، وقال كثّير عزّة (٣) : [من الطويل]
هنيئا مريئا غير داء مخامر |
|
لعزة من أعراضنا ما استحلّت |
وانتصابها في الآية على الحال أو المصدريّة أو الدّعاء. وهنأني الطعام ومرأني ، والقياس : أمرأني. وإنما ترك للمشاكلة ، فلو أفرد لم يقل إلا أمرأني ، ومثله : أخذ ما قدم وما حدث بضمّ دال حدث لأجل قدم ، فلو أفرد قدم فتحت داله. وقيل : المريء رأس المعدة والكرش اللاصق بالحلقوم. ومرؤ الطعام وامرأ : إذا تخصّص بالمريء لموافقة الطّبع.
م ر ت :
قوله تعالى : (هارُوتَ وَمارُوتَ)(٤) اسم ملك من الملائكة يقال إنه نزل هو وهاروت إلى الأرض ليحكما بين الناس في قصّة طويلة ففتنا (٥) ، وأنهما خيّرا بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا ، وأنهما معلّقان ببابل. واشتقاقها من المرت عند بعضهم وهو الكسر ، وفيه نظر لكونه أعجميا ، وأيضا فهو غير منصرف. ولو كان مشتقا من المرت لانصرف. ويجمعان على موارت وهوارت ، وموارتة وهوارتة.
__________________
(١) النهاية : ٤ / ٣١٤.
(٢) ٤ / النساء : ٤.
(٣) الديوان : ١٠٠ هنيئا مريئا : منصوبان على الحال.
(٤) ١٠٢ / البقرة : ٢.
(٥) انظر قصتهما في كتابنا «معجم أعلام القرآن».