م ر ج :
قوله تعالى : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ)(١) المرج : الخلط ، ومعنى ذلك أنه تعالى أجرى البحرين وأرسلهما مختلطا أحدهما بالآخر ، وجعل بينهما كما أخبر تعالى (بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً)(٢). قال مجاهد : أرسلهما وأفاض أحدهما في الآخر.
قوله تعالى : (فَهُمْ فِي أَمْرٍ مَرِيجٍ)(٣) أي مختلط ؛ مرة يقولون : هو شاعر ، ومرة كاهن ، ومرة ساحر ، ومرة مجنون (٤).
ويقال : مرج الدّين أي اختلط ، ومرج الشيء : اختلط ، ومنه مروج الدّواب. ومرج الشيء ـ أيضا ـ إذا فلق فلم يثبت ، ومنه : مرج الخاتم وخرج في يده : إذا لم يستقرّ. (وقال الأزهريّ : (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) أي خلّى بينهما. يقال : أمرجت الدابة ، أي خليتها في المرعى) (٥).
والمرج : الإجراء ، وفي الحديث : «إذا مرج الدّين» (٦) أي فسد ، وحقيقته قلقت أسبابه ولم يثبت ، وفي الحديث : «وقد مرجت عهودهم» (٧) أي اختلطت.
قوله تعالى : (مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ)(٨) أي دخان مختلط بسواد النار ، وقيل : المختلط من اللهب بالدخان ، وقال الفراء : المارج : نار دون الحجاب.
قوله : (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ)(٩) قيل : المرجان : صغار اللؤلؤ ، وقيل : هو البسّد ، وهو جوهر أحمر.
__________________
(١) ٥٣ / الفرقان : ٢٥.
(٢) تابع الآية السابقة.
(٣) ٥ / ق : ٥٠.
(٤) يعنون به النبي (صلىاللهعليهوسلم).
(٥) ساقط من ح و س ، والإضافة من د.
(٦) النهاية : ٤ / ٣١٤.
(٧) المصدر السابق.
(٨) ١٥ / الرحمن : ٥٥.
(٩) ٢٢ / الرحمن : ٥٥.