اسم حصن للزّبّاء ، ومن كلامها : «تمرّد مارد وعزّ الأبلق» (١). والمرد : ثمر الأراك لملاسته ونعومته ، وأنشد :
ينقص المرد شادن
م ر ر :
قوله تعالى : (سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ)(٢) قال الفراء : معناه باطل سيذهب ، من قولك : استمرّ أمر فلان : إذا ثبت واستقرّ ، وقال غيره : قويّ محكم ، من قولك : أمررت الحبل فهو مرير وممرّ : إذا أحكمت فتله ، ومنه قوله تعالى : (ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوى)(٣) أي قوة ، من الإمرار. وقال آخرون : مستمرّ أي نافذ ماض فيما سخّر له. وقوله تعالى : (فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ)(٤) قيل : قويّ محكم وقيل : دائم نحسه ، وقيبل : نافذ فيما أمر به وسخّر له. وقيل : مستمرّ بمعنى مرّ من المرارة ضدّ الحلاوة ، وقيل : إنه يوم الأربعاء ، قال الهرويّ : الذي لا يدور في الشهر.
قوله : (ذُو مِرَّةٍ) أي قوة ، من حبل ممرّ وفرس ممرّ ، أي موثق الحلق ، ويعني به جبريل ، لأنه اقتلع سبع مدائن إلى الجوّ بريشة من ريشه ، وهو أقوى من ذلك ، وصاح على أهل أنطاكية صيحة واحدة فماتوا. وفي الحديث : «لا تحلّ الصدقة لغنيّ ولا لذي مرّة سويّ» (٥).
قوله تعالى : (وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْها)(٦) أي
__________________
(١) قالته الزباء ، ومارد والأبلق حصنان امتنعا على الزباء (وليسا لها). ويضرب [بهما] المثل في العزة والمنعة (المستقصي : ٢ / ٢٢).
(٢) ٢ / القمر : ٥٤.
(٣) ٦ / النجم : ٥٣.
(٤) ١٩ / القمر : ٥٤.
(٥) النهاية : ٤ / ٣١٦.
(٦) ١٠٥ / يوسف : ١٢.